الرقعة الجغرافية للتحريض على حزب الله في توسّع مستمر؛ فبعد أميركا اللاتينية وكندا، كان الدور على غرب أفريقيا، وصولاً أخيراً إلى ألمانيا، حيث تدّعي أنباء عبرية أن الحزب يستخدم جمعيات لتجنيد عناصر للقيام بعمليات تخريب، وهو ما تنفيه برلين والجمعيات
برلين ــ غسان أبو حمد
نفى مسؤولون في جمعيات خيرية عربية تعمل في ألمانيا ما أشاعته بعض التقارير الصحافية الإسرائيلية والألمانية عن تلقيها أموالاً من «حزب الله» للقيام بأعمال تخريب على الأراضي الألمانية ولتجنيد فلسطينيي 48 للعمل لمصلحة المقاومة في لبنان.
وكانت بعض الصحف الألمانية قد استندت إلى تقارير نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أشارت فيها إلى إقدام مسؤولين في «حزب الله» على دفع أموال لجمعيات خيرية عربية لحملها على القيام بأعمال تخريب، كما أشارت إلى أن أحد مسؤولي هذه الجمعيات (الطبيب هشام حسن) الذي يحمل جوازي سفر (ألماني وإسرائيلي) أوقفته سلطات الاحتلال أثناء قيامه بزيارة إلى أهله في الأراضي المحتلة وأخضعته للتحقيق.
وفي حديث مع حسن، نفى المعلومات التي أشارت إليها الصحافة الإسرائيلية. وأكد أن هدف جمعية «أيتام لبنان» هو إنساني بحت. وقال إن السلطات الألمانية على علم كامل بالنشاط الإنساني للجمعية ولم توجّه إليها أي سؤال أو تهمة.
وكان تقرير مجلة «فوكس» الألمانية قد أشار إلى وجود «ميليشيا» تنشط على الأراضي الألمانية، تابعة لـ«حزب الله» ويقدر عددها بنحو 900 عضو على أهبة الاستعداد الدائم للتدخل نصرة للحزب في حال وقوع حرب أو أزمة في الشرق الأوسط. وأضافت إن العناصر تتمتع بكفاءة عسكرية وقدرات لوجستية عالية تتيح لها إمكان احتلال مراكز وخطف شخصيات.
تقرير مجلة «فوكس» استند أساساً إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد اعتقال هشام حسن. إذ نقلت صحيفة «ها ـ جليل» عن مصادر في جهاز «الشاباك» الإسرائيلي قولها إن «حسن كان إبان دراسته في مدينة غوتينغن الألمانية على اتصال دائم بحزب الله وقبض من أحد مسؤوليه مبلغ 13 ألف يورو بهدف مساعدة المقاومة اللبنانية ومدّها بمعلومات وأهداف عسكرية من داخل إسرائيل».
وأشارت الصحيفة إلى أن «التحقيقات في قضية حسن أدّت إلى القبض على خالد قشقوش، وهو من مواليد قرية قلنسوة في عام 1979 فور وصوله إلى مطار بن غوريون، حيث وجهت إليه تهمة قبض 13 ألف يورو من لبناني في ألمانيا يعمل لمصلحة جهاز استخبارات حزب الله».
وتتضمّن التهمة أيضاً سلسلة من الاجتماعات جرى بعضها في منزل مواطن لبناني في ألمانيا يدعى رامي عام 2005 في مدينة أرفورت، حيث طُلب إلى قشقوش شراء هاتف نقال جديد وتسجيل أسماء الطلاب الإسرائيليين الموجودين خارج الدولة العبرية، كما طُلب إليه البحث عن عمل في أحد مستشفيات حيفا. واللافت في مضمون التهمة، وبحسب صحيفة «ها ـ جاليل»، هو «اعتراف قشقوش بإقامة صلات مع عميل للاستخبارات الإسرائيلية يدعى كمال شحادة (مواليد طبريا عام 1967) وكان مرشحاً تقديمه لاحقاً إلى استخبارات حزب الله لاستخدامه».
وتؤكد مجلة «فوكس» أن جهاز الاستخبارات الألماني لم يبلغ رسمياً من نظيره الإسرائيلي ــــــ بحسب اتفاقيات الأمنية بين الجهازين ــــــ بأي معلومات في حينه تتعلق بنشاطات يقوم بها الدكتور الجراح المتهم بالقيام بأعمال تمسّ سلامة وأمن إسرائيل أو سلامة وأمن ألمانيا.
وفي سياق تكذيب الخبر الإسرائيلي، يؤكد وزير داخلية مقاطعة بافاريا، يواخيم هيرمان، أثناء نشره التقرير الأمني نصف السنوي لمكافحة الجريمة على أراضي ألمانيا الاتحادية، أن «التقرير لا يتضمن حالياً أي معلومات عن خطط تخريب يرسمها أو يخطط حزب الله لتنفيذها ضد ألمانيا».