ملبّياً دعوة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، سيزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرياض، بعد غدٍ الأربعاء، في 29 الشهر الجاري. وبحسب البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية التركية، أمس، فإن أردوغان «سيزور السعودية لمدة يومين تلبية لدعوة الملك السعودي». وأفاد البيان بأن «أردوغان سيتناول في مباحثاته مع الملك سلمان العلاقات الثنائية بين البلدين والمسائل الإقليمية».
أما رئيس الوزارء التركي أحمد داود أوغلو، فسيزور اليوم صربيا، تلبيةً لدعوة نظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش. وأفاد بيان صادر عن «المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء» بأن زيارة داود أوغلو الرسمية للعاصمة الصربية بلغراد ستستغرق يومين، موضحاً أن «داود أوغلو سيبحث في إطار زيارته لبلغراد العلاقات الثنائية بين البلدين بكافة جوانبها، إضافة إلى تبادل الآراء حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية».
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، تعليقاً على إسقاط بلاده المقاتلة الروسية، الشهر الماضي، إن «تركيا تصرفت بحكمة وعقلانية، خلال المرحلة التي أعقبت الحادث»، داعياً إلى «تحسين العلاقات بين البلدين، لأن الوقت قد حان لذلك». وأعرب جاويش أوغلو عن أن بلاده «تسعى جاهدة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية»، مؤكداً أن أنقرة تأمل أن «يشهد الوضع السوري تطورات إيجابية، اعتباراً من مطلع العام القادم». وأضاف «يجب على الدول المعنية أن توفي بوعودها، وتُظهر الحزم في مكافحة الإرهاب، وألا تستخدم بعض الدول ذريعة محاربة الإرهاب». وعن العلاقات المتوترة بين أنقرة وموسكو، أكّد جاويش أوغلو أن حكومته «تعمل جاهدة على حل الخلافات بين البلدين، ليس من دواعي الشعور بالذنب، (بل) لأنها (تولي) اهتماماً كبيراً لروسيا»، مشيراً إلى أن «روسيا لا تعد جارة لتركيا فقط، بل شريك مهم لها».
في موازاة ذلك، لفت السفير التركي في طهران، رضا هاكان تكين، إلى أن «عقد أي تعاون مشترك بين تركيا وإيران من شأنه أن يسهل حل الأزمات التي تشهدها المنطقة»، مضيفاً أن «العلاقات بين تركيا وإيران متغيرة، ولكنها لا تصل إلى درجة الانقطاع، فلدينا روابط تاريخية وجغرافية ومصالح مشتركة، وينبغي تعزيزها في المجالات كافة». وأشار تكين إلى اختلاف مواقف البلدين تجاه الأزمة السورية، معتبراً أن «تعزيز العلاقات بين البلدين ليس مهماً بالنسبة إلى مصالحهما فحسب، بل لمصلحة المنطقة برمتها». وأردف قائلاً «لم نقطع علاقاتنا مع طهران، ولم نعمل على عزلها، لأننا نعلم أهميتها، ونؤمن بإمكانية تخفيف مستوى الاختلاف بيننا إلى أدنى المستويات من خلال الاستشارات».
وفي سياق منفصل، تبنّت مجموعة «صقور حرية كردستان» الكردية، السبت الماضي، التفجير الذي استهدف مطار إسطنبول الأربعاء، الماضي، وأدى إلى مقتل عاملة نظافة، فيما أصيبت زميلة لها بجروح. قي وقتٍ تواصل فيه أنقرة هجوماً واسع النطاق، جنوبي شرقي البلاد، على «حزب العمال» الكردستاني.
إلى ذلك، دعا رئيس الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز، إلى «مكافحة العنف والإرهاب، والتركيز على نشر مبادئ التوحيد في الاسلام، بدلاً من المذاهب والأيديولوجيات»، وذلك في كلمته أمس، خلال افتتاح مؤتمر «الوحدة» التاسع والعشرين، المُنظّم من قبل «الاتحاد العالمي لتقارب المذاهب الإسلامية»، في العاصمة الإيرانية، طهران.
(أ ف ب، الأناضول)