رغم كل الانفتاح الذي تبديه إيران هذه الأيام تجاه الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة، لا يزال المنطق السائد يرفض التعامل مع إسرائيل كحال شرعية، في تأكيد واضح على عدم قبول أي تصريحات قد تصبّ في هذا الاتجّاهرأى 200 عضو في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني أمس أن رئيس منظمة التراث الثقافي والسياحة، آسفنديار رحيم مشائي، غير مؤهّل لمنصب مساعد رئيس الجمهورية، ودانوا بشدة تصريحاته بشأن الصداقة مع سكان إسرائيل.
وذكرت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية أن النواب أصدروا بياناً وصفوا فيه تصريحات مشائي بأنها «غريبة وتتنافى مع السياسات المبدئية لإيران وتتعارض بشكل صريح مع مواقف مؤسس الثورة الإسلامية الإمام الخميني والمرشد الأعلى علي خامنئي».
وأشار البيان إلى أن «ما صرّح به مشائي لا يعدّ خطأً سياسياً بعدما أعلن عنه مجدداً، وهو بمثابة ناقوس خطر جاد في هذه المرحلة بالنسبة لإيران ويدلّ على انحراف لا يمكن التغاضي عنه في هذا المجال الذي يعدّ من أهم قضايا السياسة الخارجية».
وأكد النواب أن إيران دولة صديقة لجميع الشعوب، لكنها لا تعترف بدولة اسمها «إسرائيل» ولا بشعب اسمه الشعب «الإسرائيلي»، مطالبين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشجب تصريحات مشائي والتصدّي الجاد له.
وكان النائب الإيراني أحمد توكلي قد حضّ مشائي أمس على تقديم استقالته من عضوية الحكومة.
وفي تصريح يعدّ خروجاً عن أبجديات خطاب الرئيس الإيراني تجاه إسرائيل، جدّد مشائي أخيراً تصريحاته السابقة بشأن محبة الشعب الإيراني للأميركيين وإسرائيل. وقال إن «عقيدة الإيرانيين هي عقيدة السلام والمحبة بين الناس»، مشيراً إلى أنه «ليس لديهم أعداء، وأنهم أصدقاء لكل أبناء المعمورة بما فيها أميركا وإسرائيل».
من جهة أخرى، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن مطالب الغرب بشأن الملف النووي الإيراني تراجعت وباتت تنحصر فقط في الطلب من بلاده وقف تركيب أجهزة طرد جديدة.
وأشار نجاد إلى أن بلاده تشغّل حالياً عدّة آلاف من أجهزة الطرد المركزي بدلاً من 20 جهازاً، ما جعل مطلب الغرب ينحصر في عدم زيادة هذه الأجهزة.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن الأطراف الغربية قالت، خلال اجتماع في عام 2006، إنه «إذا أرادت إيران تشغيل 20 جهاز طرد مركزي فعليها التفاوض على ذلك لمدة عشر سنوات».
ورأى أن الآفاق التي رسمتها إيران في الموضوع النووي «هي استيفاء لكل حقوق الشعب بشأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية». وقال إن هاجس الأطراف الغربية بات اليوم «يتمثّل في الحفاظ على مواقعها. ولهذا السبب هي تصرّ على أن توقف إيران التخصيب (اليورانيوم) لأشهر، حتى لو تظاهرت بذلك».
من جهته، قال وزير الخارجية الإيرانية، منوشهر متكي، إن التمييز العنصري وفرض الآراء على الدول الأخرى مرفوض وإن ما يحصل في العراق وأفغانستان يثبت فشل نظرية «الغطرسة» في العلاقات الدولية.
أما قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني، حبيب الله ستاري، فأكد من جهة أخرى «أن القوات البحرية وبقياده القائد العام للقوات المسلحة تصون وتذود عن الحدود المائية والبريّة للبلاد بقدراتها وطاقاتها كلها».
إلى ذلك، نفت جامعة أوكسفورد البريطانية أن تكون قد منحت وزير الداخلية الإيراني، علي كردان، شهادة فخرية كان قد أعلن عنها إمام مجلس الشورى لدى تعيينه، حسبما ذكرت «طهران تايمز» و«الغارديان».
(يو بي آي، أ ف ب)