موسكو تتوقّع «مغامرة» جورجيّة في أبخازيا ورايس إلى تبليسي تسبقها «طائرة مساعدات»رغم قرار وقف العمليات العسكريّة بين روسيا وجورجيا، إلا أن الأوضاع الميدانية استمرت على توتّرها، رغم خفوت حدّتها، مع دخول القوات الروسيّة إلى مدينة غوري، فيما أعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أن القوات الروسية تطوّق العاصمة، وهو ما نفته موسكو، متهمةً تبليسي بالاستعداد لمغامرة عسكرية جديدةبدا، أمس أن المعارك الروسيّة ـــــ الجورجية هدأت قليلاً ميدانياً، في مقابل اشتعال سياسي يهدّد بتوسيع دائرة الصراع، ولا سيما مع مطالبة أوكرانيا للأسطول الروسي في البحر الأسود بإبلاغها بتحركاته، وإلغاء لندن مناورة مشتركة مع موسكو، في وقت فيه أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش إرسال «طائرة مساعدات» إلى جورجيا، وإيفاد وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى منطقة النزاع.
وأعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أن «القوات الروسية تتجه نحو عاصمة جورجيا تبليسي وتحاول تطويقها». وتابع أن «دبابات روسية فتحت النار على أشخاص، ودمرت مباني في مدينة غوري»، مشيراً إلى «أنهم ينهبون ويسرقون قطع أثاث وأجهزة كمبيوتر وكل ما له قيمة». وقال إنه لم يعد هناك اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا، محمّلاً القادة الغربيين مسؤولية جزئية عن الوضع الحالي في بلاده.
إلاّ أن موسكو قالت إن «قوات حفظ السلام الروسية موجودة في غوري لتفريغ مستودع عسكري جورجي». وذكر مراسلو وكالات الأنباء أن قوافل من الدبابات الروسيّة غادرت غوري على الطريق المؤدّي إلى تبليسي. إلا أن موسكو نفت أي نية لها بالتوجه إلى العاصمة الجورجيّة. وقال رئيس الأركان، أناتولي نوغوفيتسيني، إن «الوحدات الروسية والمعدات العسكرية لا تتوجه إلى تبليسي». كما ذكرت الحكومة الجورجية أنها لا تعتقد بأن الدبابات متوجهة إلى العاصمة.
وفي وقت لاحق، أعلن نائب وزير الدفاع الجورجي، باتو كيتيليا، أن القوات الروسيّة غادرت مدينة غوري. من دون أن يشير إلى وجهتها.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن «قرار جورجيا إلغاء الاتفاقية الخاصة بوجود قوة حفظ السلام الروسية في أبخازيا، واعتبارها قوة احتلال، يعدّ محاولة لتهيئة الظروف المناسبة لمغامرة عسكرية جديدة في أبخازيا».
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن نوغوفيتسيني قوله «بوسعي التأكيد اليوم، أن وقف إطلاق النار لا ينفّذ كاملاً»، موضحاً أن «الجانب الجورجي يقوم بإطلاق نار متفرق». وأضاف أن «الموقف الروسي يتمثل في عدم تجاوز مسؤولية حفظ السلام. ومع ذلك يجب أن نرد على هذه الأعمال الاستفزازية». وأعلن أن «خسائر القوات الروسية طوال فترة النزاع بلغت 74 قتيلاً و171 جريحاً».
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهام واشنطن لروسيا بأنها طرف في النزاع في القوقاز، قائلاً إن «دور حفظ السلام الذي تؤديه روسيا في هذه المنطقة لا يخضع للشك». وأضاف أن «التعزيزات العسكرية الروسية في جورجيا لن تسحب إلا بعد عودة القوات الجورجية إلى ثكنها».
وشدد لافروف على ضرورة «إعادة بحث وضع الأراضي الانفصالية في جورجيا على المستوى الدولي، وتعزيز دور المراقبين الدوليين في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، والتركيز أكثر على مراقبة أي استفزازات محتملة من جانب جورجيا».
وأجرى لافروف اتصالاً هاتفياً مع نظيرته الجورجية بشأن «التطبيق العملي» لخطة السلام.
وتطرق الحديث إلى «التطبيق العملي للمبادئ الرئيسية لحل النزاع».
وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد تحدث عن احتمال إرسال «مراقبين أوروبيين إلى جورجيا للمساعدة على حفظ السلام»، رافضاً فكرة إرسال «قوة أوروبية»، وهو ما دعمه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
في المقابل، دعا الرئيس الأميركي جورج بوش إلى سحب أي قوات روسية موجودة حالياً في جورجيا، قائلاً «وصلتني تقارير مقلقة بأن موسكو لم توقف عملياتها العسكرية هناك». وأضاف أنه سيرسل رايس إلى فرنسا ثم إلى جورجيا لبحث جهود وقف النزاع، وأن طائرة نقل أميركية تحمل مساعدات في طريقها حالياً إلى جورجيا.
بدوها، أكدت رايس أن «إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين هما جزءان لا يتجزآن من الأراضي الجورجية، ويقعان داخل حدودها المعترف بها دولياً».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مساعدين لرايس قولهم إنها «حذرت خلال عشاء خاص في التاسع من تموز الماضي، الرئيس الجورجي، من الدخول في نزاع عسكري مع روسيا»، إلاّ أنها عادت ودعمته. وقال أحد المسؤولين إن «الجورجيين كانوا أكيدين من أن واشنطن لن تمنحهم إذاً الهجوم، إلا أنها أعطتهم أسباباً كافية للأمل».
من جهتها، أقدمت أوكرانيا على استفزاز روسيا، ففرضت قيوداً على تحركات أسطول البحر الأسود الروسي المتمركز في أوكرانيا.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)