strong>غموض يلفّ باكستان ما بعد برويز مشرّف. من هو الرئيس العتيد، وما مدى توافق الأحزاب الحاكمة؟ ما هو مصير الجنرال؟ هل يُنفى! وإلى أين: الرياض، لندن أم تركيا؟
اجتمع زعماء الأحزاب الائتلافية الحاكمة في إسلام آباد، أمس، للبحث في هوية الرئيس المقبل، وفي مصير الرئيس الباكستاني برويز مشرّف الذي قدّم استقالته أول من أمس. ويبدو أنّ الكثير من الغموض يحيط بالمحادثات التي يتولاها حزب الشعب الباكستاني، بزعامة آصف زرداري، وحزب الرابطة الإسلامية، جناح نواز شريف.
فالزعيمان سبق لهما أن اختلفا على إعادة القضاة الذين عزلهم مشرّف إلى مناصبهم، وكذلك أخذ موضوع مساءلة مشرّف أسابيع من النقاش قبل أن يتفقا. أما الآن والمطلب هو الرئاسة نفسها، يبدو أنّ الحوار بينهما سيكون على أشدّه، إن لم ينته بالانقسام.
وحول التباسات الاستقالة المفاجئة للرئيس، أكّد وزير العدل فاروق نائك أنّ «الحكومة لم تبرم اتفاق عفو مع مشرّف بحيث يتلقى ضمانات على سلامته الشخصية فلا يتعرّض للنفي أو للملاحقة القضائية في مقابل استقالته». وقال «لا توجد أي صفقة مع الرئيس، واستقال من تلقاء نفسه». أما المتحدّث باسم حزب شريف، ثاني أكبر الأحزاب الائتلافية في الحكومة، فشدد على أنّه «يجب ألاّ يسمح لمشرّف بمغادرة البلاد»، مضيفاً «يجب أن يحاكم على جرائمه».
وحول مصير مشرّف، نفت السعودية أنّها تستعدّ لنقله إلى أراضيها. وقال سفيرها لدى إسلام آباد، علي عواض عسيري، لصحيفة «عكاظ» السعودية، إنّ «المملكة كانت ولا تزال حريصة على أمن باكستان واستقراره وسيادته ولم ولن تتدخل في الشأن السياسي الداخلي».
ونفى ما تناقلته تقارير إعلامية عن وجود طائرة سعودية في إسلام آباد لنقل مشرف إلى المملكة، قائلاً «هذه أخبار عارية من الصحة تماماً، وهي مجرد اختلاقات إعلامية كاذبة».
وكانت السعودية قد منحت نواز شريف اللجوء السياسي بعدما أطاح به مشرف في انقلاب عسكري عام 1999.
لندن دخلت أيضاً على لائحة الدول المرشحة لتكون منفى الجنرال، إذ نقلت صحيفة «ديلي تليغراف» عن مصدر دبلوماسي غربي أنّ الرئيس المستقيل سيلجأ إلى لندن. وأضاف أنّ «مشرّف يمكن أن يتوجّه إلى السعودية، لكن وجهته الرئيسية ستكون لندن».
وأشارت الصحيفة إلى أن ابن رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو، بيلاوال بوتو زاردري، أكّد أن «الديموقراطية هي أفضل طريقة للانتقام لمقتل والدته، واليوم تأكد صحة ذلك».
وفي إسلام آباد، كشف مسؤول حكومي، طلب عدم كشف هويته، عن أن مشرف سيتوجه خلال أيام مع أسرته إلى المملكة لأداء العمرة. فيما ذكرت مصادر محيطة به أنه سيتوجه بعد ذلك للإقامة في بريطانيا أو تركيا. لكن مسؤولاً مقرّباً آخر، قال إنّ مشرّف سيعود إلى باكستان بعد أداء فريضة العمرة.
أمام سيل التكهنات، أعلن المسؤول في حزب الرابطة الإسلامية المؤيّد لمشرّف، طارق عظيم، أن الرئيس المستقيل لن يغادر البلاد وسيواجه أي اتهامات توجّه له. وأوضح أنّ الحزب نصحه بمواجهة الادعاءات التي أوردها الائتلاف الحاكم في مسودة قرار عزله، مضيفاً أنّ «مشرّف لم يأخذ بالنصيحة وقدّم استقالته قبل تقديم لائحة الاتهامات ضدّه أمام الجمعية الوطنية».
استقالة مشرّف سلّطت الضوء أيضاً على الإرث الثقيل الذي تركه للبلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة واضطراب أمني مرتبط في الحرب على الإرهاب التي تخوضها إلى جانب واشنطن. أمران سيشكّلان تحدّيان أساسيان للرئيس العتيد وحكومته.
ولم يكد خبر الاستقالة يبرد حتى وقع انفجار أمام مستشفى ذهب ضحيته أكثر من 23 قتيلاً و15 جريحاً، رجّحت الشرطة أن تكون خلفياته طائفية.
وفي حادث آخر، أعلنت الشرطة أنّ قوات الأمن مدعومة بالطائرات المروحية هاجمت مواقع للمتمرّدين في ماماد غات على الحدود الأفغانية في المنطقة الشمالية الغربية وقتلت نحو 11 مسلّحاً و5 مدنيين. فيما قُتل نحو 13 مسلّحا و5 عناصر من القوات الحكومية خلال اشتباكات وقعت بين الطرفين في منطقة نواجاي في باجور.
إلى ذلك، أعلن مسؤولون أمنيون أن قائد الجيش الجنرال أشفق كياني وصل إلى كابول للمشاركة في اجتماع اللجنة الثلاثية التي تتضمن مسؤولين عسكريين دوليين وأفغان، ويعدّ هذا اللقاء غير مسبوق على هذا المستوى.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، الأخبار)