واشنطن ــ محمد سعيد تثير مناورة أنصار السيناتور الأميركية الديموقراطية هيلاري كلينتون بوضعها على قائمة الاقتراع على مرشّح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، القلق لدى زعامة الحزب التي تسعى إلى تعزيز وحدته بانتخاب باراك أوباما مرشحها للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الرابع من تشرين الثاني المقبل.
وكانت هيلاري قد أعلنت في تموز الماضي تجميد حملتها، لا الانسحاب من الانتخابات، في مناورة ضغط تهدف على ما يبدو إلى فرضها على بطاقة أوباما الانتخابية، مرشَّحةً لمنصب نائب الرئيس في المؤتمر العام للحزب الذي سيعقد في دنفر في ولاية كولورادو بين 25 و 28 آب الجاري.
في هذا المؤتمر، سيضع الديموقراطيون جدول عمل الحزب وبرنامجه خلال الفترة الرئاسية المقبلة التي تستمر أربعة أعوام. وستتولى رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، مهمة «الرئيس الدائم للمؤتمر» بموجب تكليف من رئيس اللجنة القومية للحزب هوارد دين.
ويبدو أن النساء هذه المرة هن اللائي سيقُدن دفة المؤتمر كله، حيث عيّن دين ثلاث نساء، هنّ من أبرز أعضاء الحزب، ليكنّ رئيسات بالمشاركة مع بيلوسي، وهنّ: حاكمة كنساس كاثلين سيبيليوس، التي ترأس رابطة حكام الولايات الديموقراطيين، وسيناتور تكساس التي ترأس المؤتمر القومي الديموقراطي لمشرّعي الولايات، إيليتشيا فان دي بوت، وعمدة أطلنطا شيرلي فرانكلين التي ترأس المجلس القومي لرؤساء المدن الديموقراطيين.
وسيكون أول بند على جدول أعمال المؤتمر هو الاطلاع على تقرير لجنة النظام التابعة للمؤتمر القومي، الذي سيحسم كل الأمور المتعلقة بطريقة جلوس المندوبين.
ثم يأتي البند الثاني المتمثل في تعيين الرئيس المقبل للجنة القومية للحزب خلفاً لهوارد دين.
ويشهد اليوم الأول، الاثنين، إلقاء كلمة الافتتاح. أمّا اليوم الثاني، فيشهد مداولات في البرنامج القومي المقترح للحزب.
وفي اليوم الثالث، تبدأ المراسم الرسمية لتسمية المرشح الرئاسي للحزب التي ستتضمن كلمات مؤازرة من كبار شخصيات الحزب للمرشحين، وسيكون من بين المتحدثين الرئيس السابق بيل كلينتون.
ويكلّل اليوم الأخير بخطاب القبول من المرشّح الرئاسي. وكان هذا اليوم في ما مضى يتضمن أيضاً عملية ترشيح نائب الرئيس. لكن لا يبدو حتى الآن أن هذه المسألة قد حسمت على الجانب الديموقراطي في ظل القلق الذي يثيره موقف هيلاري التي حظيت بحوالى 18 مليون صوت من الناخبين (الديموقراطيين) خلال مسيرة الانتخابات التمهيدية الطويلة التي خاضتها ضد أوباما.
وكان أوباما وهيلاري قد توصلا أخيراً إلى اتفاق يقضي بإتاحة الفرصة للمندوبين المفوضين بالتصويت لها بالإدلاء بأصواتهم في المؤتمر القومي للحزب بعدما وضع اسمها على قائمة الاقتراع مع تعهدها بمبايعة أوباما مرشحاً للحزب لخوض انتخابات الرئاسة. ويبدو الغرض الظاهر من هذه اللفتة هو الإقرار بجدارة هيلاري وحسن أدائها في الانتخابات وتكريم أنصارها حرصاً على ولائهم لمنافسها. لكن باطنها يتمثّل في إثبات جدارة هيلاري بمنصب نائب الرئيس التي تنأى كل التكهنات بها عن دائرة الترشّح له.
ومن المقرر أن يحضر أوباما هذا الأسبوع عدداً من التجمعات الانتخابية في الولايات المتأرجحة بين الجمهوريين والديموقراطيين وهي فلوريدا، ونيو مكسيكو، ونورث كارولينا، وفيرجينيا. ويرجّح أن يعلن أوباما في أي من هذه الولايات المرشح الذي سيختاره نائباً له، فيما تشير بعض التقارير إلى أنه قد يعلن ذلك الخميس المقبل قبل انطلاق المؤتمر الاثنين الذي يليه.