تستضيف شهوداً إسرائيليّين على «الإرهاب» وتستبعد المشاركة الفلسطينيّة تحت أنظار العرب نيويورك ـ نزار عبود
تأكّدت المخاوف من أنّ ندوة الإرهاب التي ستعقد في التاسع من الشهر المقبل بدعوة من الأمانة العامة للأمم المتحدة ستستضيف اثنين من الإسرائيليين «كضحايا للإرهاب»، بينما لم توجّه الدعوة إلى البعثة الفلسطينية لا لحضور الندوة ولا لترشيح ضحيتين من ضحايا الإرهاب الإسرائيلي لها.
أما ضحايا الإرهاب العراقيون، فقد فاتهم القطار، إذ إنّ الوفد العراقي لدى المنظمة اتصل بالأمانة العامة بعد تلقيه الدعوة للمشاركة وطلب أن يجري استقدام شاهدين من أراضيه، فكان الردّ «أن الوقت بات متأخراً لذلك».
وعبّر الوفد العراقي عن تخوّف بلاده من أن تكون هذه الندوة موجهة لضحايا معيّنين، مؤكداً أنه لا يزال مصرّاً على اقتراح أسماء ضحايا من العراق. وعُلم أن الأمانة العامة وجّهت دعوة لاثنين من ضحايا الإرهاب في الجزائر.
لهذا كلّه امتعضت المجموعة العربية في الأمم المتحدة من صيغة الندوة، التي تتجه نحو إرساء مفاهيم عن الإرهاب ومموّلة من بريطانيا وإسبانيا وكولومبيا فقط، لا من الأمم المتحدة. وقرّرت عقب اجتماع عقدته مساء أول من أمس إعداد ورقة عربية تؤكّد على ضرورة توجيه الدعوة إلى فلسطين، وتأليف وفد عربي مصغّر لعقد لقاء مع الأمين العام بان كي مون ومساعده روبرت أور، صاحب مبادرة الندوة، لإيضاح فكرة أن دعوة ضحايا إرهاب فلسطينيين أكثر من ضرورية، ولا سيما بعد مشاركة إسرائيليين.
وشدّد السفراء العرب، خلال اجتماعهم، على ضرورة إرسال ورقة أعدّت الشهر الماضي واعترض عليها بعضهم. وأشار مندوب قطر، منسق المجموعة العربية، إلى أنّه كان قد جرى الانتهاء من إعداد الورقة من جانب الخبراء وحُدّدت نهاية تموز الماضي آخر تاريخ لتلقي الاعتراضات في حال وجودها، لكن حصل اتصالان، من مندوبَي الأردن والسعودية، يطالبان بالتأخير ريثما يتلقيان التعليمات من عاصمتيهما.
الموقف اللبناني من الورقة العربية أتى مؤيّداً لإرسالها كما اتُّفق عليها، مشدّداً على أهمية حضور ضحايا من فلسطين «سواء كانوا ضحايا إرهاب إسرائيل أو منظماتها الصهيونية». فيما أشار الوفد المصري إلى ضرورة وجود مشاركة فلسطينية، واقترح أن تشارك فلسطين باسم المجموعة العربية في حال عدم دعوتها إلى المشاركة كوفد فلسطيني.
أما الوفد الجزائري، فرأى أنّ الوقت أصبح متأخراً لإرسال الورقة، وخصوصاً بعد استكمال المناقشات في اجتماعات «الفريق العامل» المكلّف الندوة ومشاركة المجموعة الإسلامية في تلك المناقشات. ونصح العرب بعدم حصر أنفسهم في ردات الفعل، فيما حاول الوفد الليبي الالتفاف على التأخير العربي، واقترح أن يجري التعبير عن الموقف العربي ضمن المجموعة الإسلامية.
من جهته، شدّد الوفد السوري على ضرورة التحرّك بشكل سريع على الرغم من ضيق الوقت. وكان قد اقترح سابقاً أن يطلب وفد مصغّر من المجموعة العربية مقابلة الأمين العام، بان كي مون، لشرح موقف المجموعة من الندوة والطلب إليه أن تتّسم مبادرته بالشفافية وعدم التسييس، وأن يشارك ضحايا فلسطينيون. وأضاف الوفد إنه إذا رفض الأمين العام، يُطلب منه تبني مبادرة عربية لعقد ندوة تحت رعايته.
كما شدّد الوفد السوري على ضرورة إرسال الورقة باسم المجموعة العربية حتى لو كان «الفريق العامل» قد انتهى من إعداد مشروع القرار للندوة، إذ إن هذا المشروع لم يقرّ رسمياً، بل سيجري إقراره في الرابع من أيلول المقبل.
وفي نهاية اجتماعها، قرّرت المجموعة العربية عقد اجتماع للخبراء لإدراج بعض التعديلات على الورقة العربية على أن تُرسل إلى كل من رئيس الجمعية العامة ومنسق أعمال الندوة، في موعد أقصاه مساء أمس. كما قرّر المجتمعون أن تتضمن الورقة تأكيداً على ضرورة توجيه الدعوة إلى فلسطين، وتبيّن الموقف العربي من الندوة المزمع عقدها، وتشدّد على أهمية دعوة ضحايا إرهاب من الفلسطينيين.
وقد تقترح المجموعة العربية أن تبحث الندوة في موضوع ضرورة إيجاد تعريف للإرهاب يميّز بينه وبين نضال الشعوب الرازحة تحت الاحتلال لنيل استقلالها وتقرير مصيرها. لكن قد يكون التحرّك العربي متأخراً نظراً لأن المدّة الباقية حتى موعد عقد الندوة تقلّ عن عشرين يوماً.