ندم وإغراء وتحذير. وسائل تعتمدها إسرائيل في الوقت الراهن في محاولة للحؤول دون تزويد روسيا لسوريا بأسلحة متطورة «تكسر التوازن» و«تلهب» المنطقة
يحيى دبوق
حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت استباق نتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى روسيا، وطالب القيادة الروسية بالامتناع عن تزويد دمشق بأسلحة متطورة «قادرة على كسر ميزان القوى في المنطقة».
ووفقاً لمكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية، فإن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف هاتف أولمرت الذي أكد له أن «تزويد سوريا بسلاح روسي متطور، يخل بالتوازن القائم في الشرق الأوسط».
وبحسب صحيفة «معاريف»، أثيرت في الحديث الهاتفي «مشكلة تزويد إسرائيل لجورجيا بوسائل قتالية من صنع إسرائيلي»، لكن أولمرت أكد أن «الدولة العبرية قررت تعليق كل عمليات تزويد السلاح الى جورجيا سواء السلاح الدفاعي أو الهجومي».
من جهتها، ركزت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، على «خرق سوريا لحظر مرور السلاح إلى لبنان»، مشيرة إلى أن «سوريا تحصل على شرعية دولية بواسطة المفاوضات (التي تجريها) مع إسرائيل، لكنها تقوّي المنظمات الإرهابية بخرق الحظر على مرور السلاح» إلى حزب الله في لبنان.
وشدّدت ليفني، من جهة أخرى، على أنه «ينبغي أن تكون هناك مصلحة عالمية بوقف تقدم البرنامج النووي الإيراني وهناك مصلحة كهذه، وعلى روسيا ودول أخرى أن تكون شريكة في هذا التوجه»، مشيرة إلى أن «دولة إسرائيل ستستمر في الوجود وأنها هنا وسنبقى هنا وسنحاول حل مشاكلنا المختلفة لكن ينبغي قول ذلك للمجتمع الدولي، فإسرائيل لن تنتهي».
وفي السياق، أعربت مصادر دبلوماسية إسرائيلية لصحيفة «جيروزاليم بوست» عن عدم قلقها من زيارة الرئيس السوري الى روسيا لأن «موسكو ترغب في أن تكون لاعباً في الشرق الاوسط، وبالتالي لن تقدم على بيع دمشق وسائل قتالية تضر بهذا الدور». وأشار أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين إلى أن «إسرائيل تتوقع من روسيا أن تتصرف بمسؤولية، وكل الاتصالات التي أجريناها مع موسكو، تشير الى أن روسيا راضية عن علاقاتها مع إسرائيل». وأشارت المصادر الاسرائيلية نفسها إلى أنه «لا يمكن لموسكو أن تتخذ خطوات من شأنها أن تلهب المنطقة عبر زيادة مستوى التسلح لدى جيران إسرائيل، بينما في الوقت نفسه تقدم نفسها كراعية لحل سلمي للصراع العربي ـــــ الإسرائيلي». لكنها عادت واستدركت ان «ما يقلق إسرائيل بالفعل، هو أن يقدم الروس على تزويد سوريا بأسلحة متطورة، تشمل أيضاً صواريخ مضادة للطائرات».
ونقلت «معاريف» عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أنهم أشاروا في محادثات أجروها أخيراً مع نظرائهم الروس إلى أن «إسرائيل ارتكبت خطأ بتزويدها جورجيا بالسلاح، وأنها وفرت بذلك حجة لروسيا بأن تبيع صواريخ لسوريا». وأشارت مصادر سياسية روسية للصحيفة نفسها إلى أن «العقلية الروسية ترى أن الهيبة السياسية أهم من المال»، ما يعني بحسب الصحيفة أن «موسكو مستعدة للتنازل عن أموال صفقة صواريخ مع سوريا، إذا نجحت في عقد مؤتمر السلام بمشاركة العرب والسلطة الفلسطينية وإسرائيل».
أما صحيفة «هآرتس» فقالت إن هناك «خلافاً سائداً في وزارة الخارجية الإسرائيلية حول ما إذا كان الدعم الإسرائيلي لجورجيا سيؤدي إلى المزيد من التقارب بين روسيا وسوريا». ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن «إسرائيل لم تتلق أي معلومات تفيد بأن روسيا مهتمة بمحاسبة إسرائيل على المساعدات الأمنية التي منحتها لجورجيا».
من جهته، قال عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الاسرائيلي، يوفال شطاينتس، إن «سيناريو وصول الصواريخ من نوع أس 300، إضافة الى منظومة صواريخ إسكندر أي، إلى سوريا، هو سيناريو خطير جداً»، مشيراً الى أن تل أبيب هي التي أوصلت دمشق الى المكانة التي هي عليها الآن، وإلى وجوب «تجميد المحادثات معها حتى تتوقف موسكو عن تسليح أعداء إسرائيل، وتتوقف هي نفسها عن نقل السلاح الى حزب الله».