يبدو أنّ وتيرة خسائر الاحتلال في أفغانستان تسير بشكل متوازٍ مع ارتفاع حرارة شهر آب. فبعد يومين على مقتل الجنود الفرنسيين الـ10 العاملين في إطار قوة «إيساف» الأطلسية، قضى 6 جنود أطلسيين أمس، في انفجارين، بالتزامن مع وصول رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في زيارة مفاجئة إلى كابول، بعدما تفقد جنود بلاده، قبل أن يكمل طريقه إلى بكين لحضور حفل اختتام الألعاب الأولمبية.وأعلن الجنرال دنيس ثومبسون مقتل 3 جنود كنديين من قوات «إيساف» في انفجار في جنوب البلاد، بينما سقط 3 بولنديين في شرق أفغانستان. في المقابل، قُتل 30 من مقاتلي «طالبان» وفق مصادر قوات الاحتلال.
وفي ولاية هلمند معقل «طالبان» في الجنوب، خاطب براون جنوده بلغة الألعاب الأولمبية، قائلاً لهم «فزنا للمرة الأولى بالعديد من الميداليات في مباريات غير معهودة، لكنّ لاعبينا على غرار مواطنينا يعلمون أنكم تبدون الشجاعة نفسها والمهنية نفسها والتفاني نفسه».
وأضاف براون، الذي يزور أفغانستان غداة مغادرة الرئيس نيكولا ساركوزي لها، أنّ «بلادنا فخورة بكم، أنتم أبطال بلادنا الحقيقيون، ولن نتخلى عن جهودنا في إعادة إعمار أفغانستان لأن قيامكم بواجبكم يبعد الإرهاب عن شوارع المملكة» البريطانية.
بدوره، وصف الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، ضيفه البريطاني بصاحب «القلب الرحيم» تجاه أفغانستان.
في هذا الوقت، شدّد قائد مشاة البحرية الأميركية الجنرال جيمس كانوي، على أنّ ما تحقق من تقدم في جنوب أفغانستان في مجال الأمن، «قد يتراجع ما لم تحلّ فرق عسكرية مكان قوات البحرية الأميركية» (المارينز) التي ستنسحب من المنطقة بعد أشهر.
وأوضح كانوي أنّ «تجربتنا التي نستمدّها أساساً من العراق، تفيد بأنّه عندما تكون في منطقة لفترة ما، يثق بك الناس في النهاية ويصبحون رهن الأمن الذي توفره لهم، وإذا تخلّيت عنهم فإن طالبان أو القاعدة سينتقمون منهم».
وفي باريس، وتعقيباً على المعلومات التي نشرتها صحيفة «لو موند» الفرنسية، أول من أمس، بأن الجنود الفرنسيين جرحوا خلال القتال مع عناصر «طالبان»، وأن قوات التحالف والقوات الأفغانية أخطأت أهدافها وأطلقت النيران عليهم، نفى وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران أن يكون هناك «دليل على أن الجنود الفرنسيين الـ 0ا الذين سقطوا في أفغانستان، قُتلوا بنيران الطائرات الحربية الأميركية عن طريق الخطأ».
ولفت موران إلى أنه «كان هناك إطلاق رصاص من على متن الطائرات الأميركية، وليس لدينا معلومات تمكّننا من القول إنّ الجنود الفرنسيين قُتلوا بنيران طائرات إيساف».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)