بول الأشقرمرّ «الإضراب المدني» الذي دعت إليه المعارضة المناطقية البوليفية بسلام. لكنّ التحرّك تميّز بلجوء «شبيبة سانتا كروز»، وهي الأداة الضاربة للتجمعات المعارضة في المناطق، إلى العصي والحجارة لإقفال جميع المؤسسات، و«لئلا تطير ولو حتّى ذبابة». لكن بعض ضواحي مدن الأقاليم ومناطقها الريفية نجحت في تمرير هذا النهار وكأنه «يوم عادي».
لم يؤدِّ الاستفتاء، الذي نُظِّم قبل 10 أيام، إلى ترطيب الأجواء بين إيفو موراليس ومحافظي الأقاليم المعارضة في شرق البلاد. لا بل يبدو أنّه أدّى إلى نتيجة معاكسة بالنسبة لهؤلاء، وتحديداً مسؤولي ولاية سانتا كروز الأغنى والأكبر، الذين فضّلوا الهروب إلى الأمام في محاولة لحصر نتائجه المخالفة لطموحاتهم، بعدما رأوا في النتيجة الوطنية التي حققها موراليس تهديداً لمشاريعهم «الانفصالية» على حدّ أدبيات الموالاة.
ودلّت النتائج النهائية للاستفتاء على حجم الانتصار الذي أحرزه موراليس الذي حصل على 67.41 في المئة من التأييد (أكثر من ثلثي الناخبين). وحقّق «زلزالاً مناطقياً» داخل الولايات الشرقية، إذ فاز الرئيس في ولاية شوكيزاكا، مع أنه حصل على أدنى نسبة وطنية له في مدينة سوكر، عاصمة البلد الإدارية، وكذلك في ولاية باندو، وتعادل في تاريخا ولم يخسر إلا في سانتا كروز وبيني، حيث تخطّى عتبة الـ40 في المئة. نتيجة تعني أنه حسّن نتائجه «الرئاسية» في جميع ولايات المعارضة، ناهيك عن النتائج الخيالية التي أحرزها في الولايات الغربية.
وفي اليوم التالي للاستفتاء، دعا موراليس جميع حكام البلد إلى التفاوض حول التوفيق بين نصوص الطرفين المرجعية ـــ الدستور الجديد والشرع المناطقية ـــ والبحث في الموارد المالية العائدة إلى الأقاليم، وترميم المؤسسات الانتخابية والقضائية المتصدعة. إلا أن حكام الولايات رفضوا الحوار قبل استعادة كامل مواردهم من الغاز التي كانت اقتطعت الحكومة ثلثها لتموين برنامج التعويض لكل مسنّي بوليفيا لتأمين راتب الحدّ الأدنى لهم، وهي قيمة مالية يقدرها الحكام بـ266 مليون دولار.
وفي اليوم الذي فشل فيه التفاوض، دعا حاكم سانتا كروز روبين كوستاس، الوحيد الذي غاب عن المفاوضات، إلى إجراء انتخابات في ولايته في مطلع العام المقبل لتكوين سلطتها التشريعية. مطلب عدّه الموالون إمعاناً في الخروج عن الشرعية. وعقد حكام الولايات المعارضين اجتماعاً فورياً دعوا فيه إلى «إضراب مدني» ليوم واحد (الأحد الماضي).
وتميّز الأسبوع الذي سبق ذاك اليوم بتصعيد خطير قامت به «شبيبة سانتا كروز» ضدّ الجيش والشرطة، فيما هتف مناصروهم «عودوا إلى بلادكم يا سفلة...». كما وصف روبين كوستاس رئيس بلاده بـ«فخامة المجرم».