باريس ــ بسّام الطيارةصدمة كبيرة تلقّاها الشعب الفرنسي بمقتل عشرة جنود مظليين وجرح ما يزيد على عشرين آخرين في أفغانستان، في فاجعة هي الأسوأ التي يُمنى بها الجيش الفرنسي منذ ما يزيد على ٢٥ عاماً.
وقف الرئيس نيكولا ساركوزي، أمس، أمام عائلات القتلى ووعدها بـ«الحقيقة». إذ إن سقوط هذا العدد من القتلى والجرحى، وخصوصاً أن معظمهم في مقتبل العمر، فتح الباب أمام تساؤلات عديدة عن الملابسات التي وقع فيها الهجوم وأسباب إرسال أفراد لم يمض أكثر من ستة أشهر على دخولهم الجيش، في أتون معركة يعترف الجميع بشراستها والأخطار المتزايدة حولها.
وأشار بعض التقارير الإعلامية إلى أن «التجهيز لم يكن على مستوى المعركة»، وأن الجنود كانوا غير مزوّدين بما يكفي من العتاد. كما تحدثت تقارير عن أن عدداً من القتلى ذهب ضحية «نيران صديقة»، في إشارة إلى إصابتهم من طائرات الحلف الأطلسي الذي هبّ لنجدتهم.
ووعد ساركوزي بكشف ما يتوصّل إليه التحقيق في الحادثة. وقال في حفل التأبين «أودّ أن أضمن عدم تعرّض زملائكم الجنود أبداً لمثل هذا الموقف»، قبل أن يضيف «أريد أن يُستخلص درس مما حصل». وهو ما فسّره بعض المراقبين بأنه إعداد لموقف قد يفاجئ حلفاء فرنسا، رغم أن المسؤولين الفرنسيين يذهبون مردّدين بعدم إمكان الانسحاب.
من جهته، كشف مسؤول فرنسي لـ«الأخبار» عن أنه «ليس مسموحاً لنا بخسارة الحرب في أفغانستان»، مضيفاً «ولكن الأمر يعود إلى القائد الأعلى»، أي ساركوزي، الذي شدّد خلال كلمته المؤثرة على أنه ليس من حق الغرب خسارة هذه الحرب. وقال الرئيس الفرنسي «ليس من حقنا أن نتخلّى عن الدفاع عن قيمنا»، مستطرداً بأنه يجب عدم ترك «البرابرة ينتصرون» على قاعدة أن «الهزيمة في تلك البقاع البعيدة من العالم ستكون تكلفتها كهزيمة على أرض فرنسا».
وكان وزير الدفاع إيرفيه موران قد ذكر لإذاعة «آر.تي.إل» أن باريس ستستوعب دروس هذه المعركة، وستشرع في تطبيقها في المستقبل، وخصوصاً في ما يتعلق «بالمعدات التي يستخدمها الجيش في العمليات في أفغانستان». وفسّر المصدر لـ«الأخبار» هذا بأنه إشارة إلى إمكان «زيادة تقنية المعدات لحماية الجنود، مع إمكان سحب الجنود الذين تنقصهم الخبرة».
ومن المؤكد أن كل هذه التفاصيل ستدرس في الجلسة الاستثنائية للبرلمان يوم الأربعاء المقبل، حيث ستجري خلالها مناقشة الوجود الفرنسي في أفغانستان.