أطلق الديموقرطيون مؤتمرهم القومي أمس، على أن يتوّجوا في نهايته باراك أوباما مرشحهم للبيت الأبيض، وهمّهم رصّ صفوف الحزب الذي رفع شعار مرشحه «التغيير الذي تؤمن به»
واشنطن ــ محمد سعيد
افتتح الحزب الديموقراطي، أمس، مؤتمره القومي الخامس والأربعين في دنفير، وسط مخاوف من أن يُفسد استياء أنصار المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون من باراك أوباما أجواء المؤتمر ويعرقل الجهود التي بذلت لتحقيق وحدته، بعد ترشيح السيناتور جوزف بايدن لمنصب نائب رئيس واستبعاد السيدة الأولى السابقة.
وافتتح المؤتمر، في يومه الأول، بكلمة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، التي ترأس أعمال المؤتمر. ومن ضمن المتحدثين أيضاً، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ميزوري كلير ماكاسكيل، وشقيقة أوباما مايا سويترو، والشقيق الأكبر لزوجة المرشح الديموقراطي كريج روبنسون، يليهم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر وإدوارد (تيد) كينيدي الذي يعالج من إصابته بالسرطان. ولم يتأكد حضور كينيدي المؤتمر، لكنّه سيكرّم بتوجيه تحية له، على أن يُختتم اليوم الأول بكلمة لزوجة أوباما، ميشيل.
واليوم، يتابع المؤتمر أعماله، تُلقي خلاله هيلاري كلمتها، بعد أن يُعرض فيلم قصير عن حياتها، وهو تقليد لا يمنح إلا للشخصيات صاحبة التاريخ العريق والمساهمات الكبيرة في الحزب، فيما يُلقي زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون كلمته غداً، يليه جوزف بايدن.
وفي اليوم الأخير للمؤتمر (الخميس)، سيجري التصويت على مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة، حيث سيدرج اسم هيلاري، إلى جانب اسم أوباما، ثم ينادى على 1500 مندوب يمثّلون الناخبين الذين صوّتوا لهيلاري في الانتخابات التمهيدية للإدلاء بأصواتهم، في لفتة قد تبدو رمزية. وبعدها يخاطب أوباما نحو 75 ألف شخص في ملعب أنفسكو في دنفير.
وحدّد المتحدث باسم أوباما، بيل بيرتون، هدفين للمؤتمر: «أن يعرف الناس تماماً من هو السيناتور أوباما وإلى أين يريد أن يأخذ البلاد، وثانياً أن يعرف الناخب خياراته في هذه الانتخابات بين باراك أوباما الذي يريد أن يغيّر جذرياً الطريقة التي تدار بها الأمور في واشنطن، وجون ماكاين وهو بشكل أو بآخر نفس ما عاصرناه خلال الثماني سنوات الماضية.
ويقول المخطط الاستراتيجي الديموقراطي دوج شوين، إن أوباما يحتاج إلى «تغيير توجّه حملته» لكي يربط ربطاً وثيقاً بين ماكاين والرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش الذي لا يتمتع بشعبية بسبب حرب العراق وتراجع الاقتصاد.
واستاء أنصار كلينتون من أوباما لأنه لم يكلّف نفسه عناء النظر في مؤهّلاتها لمنصب نائب الرئيس، ولا سيما أنّ بايدن لم يحصل على أكثر من واحد في المئة من أصوات الناخبين الديموقراطيين في الانتخابات التمهيدية، فيما حصدت هيلاري أصوات نحو 18 مليون ناخب، أي ما يعادل نصف أصوات الناخبين الديموقراطيين.
وينوي أنصار كلينتون تنظيم مسيرة في اليوم الثاني من المؤتمر في شوارع دنفير، يتخوّف البعض من أن تخرج عن نطاق النظام والسيطرة وتتحول إلى فوضى منقولة على الهواء مباشرة.
وقد أعلنت حملة هيلاري أنها ستجتمع بمندوبيها مساء الأربعاء في مركز مؤتمرات كولورادو، بالقرب من مقرّ مؤتمر الديموقراطيين، وستقدّمهم إلى باراك أوباما ليعلنوا مبايعتهم له، وذلك فى محاولة لتعزيز مكانتها في الحزب وتكريس مستقبلها فيه.
ويأتي هذا التحرّك من جانب هيلاري تأكيداً لعدم تأثّرها بمحاولة حملة الخصم الجمهوري الذي حاول الإيقاع بينها وبين أوباما وإفساد أجواء المؤتمر القومي عليه، بعدما أطلقت، أول من أمس، فيلماً دعائياً يشيد بصفات كلينتون على حساب أوباما.