واشنطن ــ الأخبارنجحت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش في تحقيق أول اختراقاتها في باكستان بعد استقالة حليفها برويز مشرّف في 18 الشهر الجاري، عبر دفع حليفها الجديد رئيس حزب «الشعب» بالوكالة آصف زرداري إلى التخلّي عن جميع اتفاقاته مع رئيس حزب «الرابطة الإسلامية» نواز شريف، واصفاً تلك الاتفاقات بأنها «ليست مقدسة».
وسارعت وزارة الخارجية الأميركية، على لسان المتحدث باسمها روبرت وود، إلى اعتبار أن ما يجري في باكستان شأن داخلي. غير أنّ ما يؤكد ضلوع واشنطن، تصريح زرداري، أول من أمس، بأنه واقع تحت ضغوط أصدقاء في الخارج والداخل. وفيما يؤكد مراقبون أن أصدقاء الخارج هم الولايات المتحدة، كشف زرداري عن أن أصدقاء الداخل هم: حزب «عوامي» القومي البشتوني، وحزب الجبهة القومية المتحدة في كراتشي.
في المقابل، لفتت مصادر مطّلعة إلى أنّ إدارة بوش تضغط لمنع عودة القضاة إلى مناصبهم، وخصوصاً افتخار تشودري، للحيلولة دون فتح سجلات المفقودين الذين سلّموا إلى الاستخبارات الأميركية في مقابل 5 آلاف دولار عن كل معتقل، وملفات مشرف المرتبطة بتعاونه مع الولايات المتحدة في حربها على «الإرهاب».
وخلصت المصادر إلى أنّ إدارة بوش «هي الأكثر نفوذاً في باكستان»، حيث «كانت وراء قرار الرئيس المستقيل إرسال الجيش الباكستاني إلى منطقة القبائل عام 2003، ومنعه من إعلان حالة الطوارئ في آب 2007، لتعود وتسمح له بذلك للتخلص من تشودري». كما قامت السفيرة الأميركية لدى باكستان، آن باترسون، بالضغط على حزب «الشعب» لمنعه من تنفيذ اتفاق إعادة القضاة الذي توصل إليه الائتلاف الحاكم في إسلام آباد. وقد لاحق مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون جنوب آسيا، ريتشارد باوتشر، زرداري وشريف إلى لندن، حيث أحبط محاولات شريف لإعادة القضاة. وحين أراد زرداري الجلوس مكان مشرّف، أقنع شريف بدعمه في مقابل أن يعيد القضاة بعد 24 ساعة على رحيل مشرف. لم يصدقه شريف، ما دفعه إلى القسَم على نسخة من القرآن. وما إن استقال مشرّف، حتى تراجع زرداري عن قسمه.
يبدو أن زرداري حصل على تعهد أميركي بدعمه للفوز بالرئاسة في الانتخابات التي ستجرى في أيلول المقبل، في مواجهة مرشح حزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز شريف) القاضي سعيد الزمان صديقي.
كما لمّحت تقارير عديدة إلى أن استقالة مشرف جاءت في إطار صفقة سياسية يأتي بموجبها زرداري رئيساً للجمهورية، لمحاصرة حزب «الرابطة الإسلامية» وزعيمه شريف بسبب رفضه الانصياع لمطالب واشنطن.
في هذه الأثناء، كشفت «نيويورك تايمز» أمس عن تشكيك ريتشارد بوتشر في طبيعة علاقة المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد بزرداري. وتساءل «أي نوع من المساعدة والنصائح يقوم زاد بتقديمها إلى أرمل بنازير بوتو، وما هي طبيعة هذه العلاقة رسمية أم خاصة؟».