انتهت فوضى التصريحات بين ما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن فرض عقوبات على روسيا، ونفي الخارجية الفرنسية، إذ أعلنت باريس أمس أنها لن تتبنى عقوبات ضدّ موسكو في قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، تزامناً مع تأكيد روسيا أنها ستبقى مصدر الطاقة الأساسي للغرب. إلّا أن هذه النبرة التصالحية، خرقتها روسيا مهددة بأن أسطولها قادر على ضرب سفن حلف شمال الأطلسي في البحر الأسود في غضون 20 دقيقة، في وقت أعلنت فيه جورجيا سحب كل دبلوماسييها من موسكو.وأعلن مصدر في الرئاسة الفرنسية أن «القمة الأوروبية الاستثنائية التي ستعقد في بروكسيل لبحث الأزمة الروسية الجورجية، لن تتبنى عقوبات في حق روسيا»، قائلاً إن «المجلس الأوروبي سيقول إن اتفاق النقاط الست يجب أن يطبق بأكمله. ما دام لم يحدث ذلك، يبقى الاتفاق قيد المراقبة».
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، أندري نسترينكو، إن «الاتحاد الأوروبي يجب ألا يعطل التعاون مع موسكو بتبني عقوبات ضد روسيا بسبب الأزمة الجورجية»، محذراً في الوقت نفسه من «أن انزلاق الأطلسي نحو المواجهة مع بلاده قد يؤدي إلى عواقب وخيمة». وأضاف أن «الحلف لا يملك الحق الأخلاقي ليتخذ موقع الحكم في القضايا الدولية».
وأضاف نستيرينكو: «نأمل أن يتغلب المنطق على العواطف، ويجد قادة الاتحاد الأوروبي القوة لرفض تقويم النزاع من جانب واحد»، خلال القمة التي ستعقد الأسبوع المقبل لبحث الأزمة في جورجيا.
وفي ظل تخوف الغرب من استخدام روسيا الطاقة وسيلةً للضغط، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، أن بلاده ستبقى «مزوداً أكيداً للغرب في مجال موارد الطاقة»، الأمر الذي أشارت إليه ألمانيا.
إلا أن بيسكوف حذر من أن السفن الأميركية لا يمكنها البقاء أكثر من 21 يوماً في البحر الأسود، وإلا فستحمّل روسيا تركيا المسؤولية. سبق ذلك تهديد تركي برد مماثل على توقيف روسيا شاحنات لأنقرة على الحدود، في ما وصف بأنه رد من موسكو على سماح تركيا لسفينتين أميركيتين بعبور مضيقي البوسفور والدردنيل إلى البحر الأسود.
وفي سياق العقوبات أيضاً، أعلن منظم الشؤون الزراعية الروسية أنه ستُمنع 19 شركة دواجن أميركية من تصدير منتجاتها إلى روسيا ابتداءً من 1 أيلول المقبل بذريعة «المخاوف من النظافة»، مشيراً إلى أن بوتين اتخذ القرار شخصياً.
ورغم خشية موسكو من تكثيف وجود قوات الأطلسي في البحر الأسود، إلّا أن المسؤول العسكري الروسي، الأميرال البحري كاساتونوف، بددها قائلاً إن «التوتر في البحر الأسود لن يصل إلى حدّ اندلاع نزاع مسلح بين الأسطول الروسي ومجموعة الأطلسي».
هذه الطمأنة لم تدم طويلاً، إذ هدد القائد السابق لأسطول البحر الأسود، الأميرال إدوارد بالتين، بأن هذا «الأسطول قادر على ضرب سفن حلف الأطلسي في البحر الأسود في غضون 20 دقيقة».
تزامن ذلك مع إعلان رئيس برلمان أوسيتيا الجنوبية تارزان كوكويتي، أن «اتفاقاً سيوقع في الثاني من أيلول المقبل مع روسيا، لإقامة قواعد عسكرية روسية في أوسيتيا الجنوبية».
واتفق الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، خلال لقائه نظيره الطاجيكي إمام علي رحمون، على استخدام وزارة الدفاع الروسية لمطار «غيسار» العسكري.
من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم الخارجية الجورجية، خاتونا يوسافا، إن «جورجيا ستسحب دبلوماسييها من سفارتها في موسكو خلال الأيام المقبلة. لكن العلاقات القنصلية مع روسيا الاتحادية ستبقى». تبع ذلك إعلان مصدر في وزارة الخارجية الروسية أنه سيكون عليها إغلاق سفارتها في تبليسي.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)