ميركل منتشية باستعادة «مسار برشلونة» ومصرّة على المشاريع المتوسّطيّةبرلين ــ غسان أبو حمد

رحّبت ألمانيا بحال الانفراج والتقارب التي أفرزتها «قمة الاتحاد من أجل المتوسط» في باريس، ولا سيما في ما يتعلق بملفات السلام في الشرق الأوسط. وأجمعت وسائل الإعلام الألمانية على اعتبار الاتحاد نقطة انطلاق سياسية تبشّر بالسلام والسيادة والاستقرار. المستشارة أنجيلا ميركل رأت أن «السلام في الشرق الأوسط بات قريباً وبإمكان الاتحاد المتوسطي أن يمنح دول المنطقة والعالم ديناميكية جديدة باتجاه الاستقرار والتعاون». أما وزير الخارجية فرانك شتاينماير، فإلى جانب ترحيبه بولادة الحكومة اللبنانية، أكد أن مرحلة جديدة من التعاون والانفراج انطلقت وهي ستنعكس على الوضع في الشرق الأوسط. وشدّد على ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان، مؤكدأ أن «هناك تحديات كبيرة تنتظر الحكومة اللبنانية الجديدة، من أهمها تحقيق الأمن والنظام في جميع مناطق الدولة، وكذلك إصلاح نظام الانتخاب قبل حلول الانتخابات البرلمانية المقبلة في العام المقبل».
وأجمعت وسائل الإعلام الألمانية، أمس، على اعتبار «سوريا هي المنتصر الأكبر»، وعلى وصف قمة باريس بأنها «نهاية العزلة الدولية لسوريا»، بينما صدرت صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه» بعنوان «الأسد رئيس أوتوقراطي لكن داخل الحلبة الدولية».
ورأت الصحيفة أن الأسد خطف الأضواء نظراً للاستعدادات التي أبداها في هذه القمة. وأشارت صحيفة «زود دوبتشه تسايتونغ» إلى أن «سوريا خرجت من العزلة الدولية».
أما وكالة «إن ـ تي فاو» التلفزيونية فقد أشارت من ناحيتها إلى خروج سوريا من عزلتها الدولية بكلفة بسيطة هي «استعدادها للحوار مع إسرائيل حول السلام»، مشيرة إلى أنه «بإمكان دمشق أن تؤدي دوراً محورياً في الشرق الأوسط، لذلك فإن الحوار معها يخدم المصالح الأوروبية والإسرائيلية على الرغم من صعوبته، إضافة إلى أن تحقيق السلام يعني ضمان المصالح المشروعة لكل الأطراف»، وفق تحليل الصحافي فولكر بيرتيس، وهو من أبرز الصحافيين الألمان المعنيين في شؤون المنطقة، والذي يطالب أوروبا بضرورة «الحوار ــ الذي لا غنى عنه مع سوريا ــ التي تعتبر حجراً أساسياً لأي استقرار في المنطقة».
على الصعيد الرسمي، أكدت ميركل أن قمّة باريس هي خطوة ديناميكية باتجاه السلام والاستقرار وأن تأسيس الاتحاد المتوسطي يشير إلى أن «مسيرة برشلونة» التي انطلقت قبل 13 عاماً قد أثبتت جدواها وفعاليتها.
وقالت ميركل، عشية سفرها إلى الجزائر، «إن التعاون بين دول محيط الشرق الأوسط ودول محيط شمال أفريقيا يمنح الاتحاد الأوروبي مكسباً استراتيجياً كبيراً، وقد تمكنت قمة باريس الاستثنائية من توجيه إشارة إلى دول جنوب البحر المتوسط، مفادها: أوروبا تعرف واجباتها».
مشاريع «متوسطية»
تجدر الإشارة إلى أنه في طليعة أهداف الاتحاد المتوسطي تحقيق المشاريع التنموية لتعزيز التعاون من أجل مستقبل سلمي وديموقراطي في محيطه. ويعد المشروع بتحقيق السلام في الشرق الأوسط وإقامة منطقة تجارة حرّة أوروبية ـــ متوسطية بحلول عام 2010، إضافة إلى مشاريع تشمل إقامة حزام من محطات الطاقة الشمسية حول البحر المتوسط، وتنسيق عمليات مراقبة الطرق البحرية، ووضع برنامج للمساعدة على مواجهة آثار الكوارث الطبيعية.