حسام كنفانيمع انتهاء «قمّة الاتحاد من أجل المتوسط» وانقشاع القليل من غبار زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى باريس، قد يكون من المفيد الإضاءة على الأهداف التي أعلنها الرئيس الفرنسي في تبريره لدعوة نظيره السوري، وتبيان مدى نجاحه أو فشله في تحقيق مبتغاه.
- «إبعاد سوريا عن المحور الإيراني»: هذه العبارة رددها ساركوزي والمقرّبون منه أكثر من مرة قبل القمة المتوسطيّة. ويبدو أن استراتيجية الإبعاد اعتمدت على تحييد سوريا عن النزاع النووي ومع طهران، وإعطائها دور الوساطة فيه، وبالتالي وضع دمشق في موازاة مجموعة «5 +1» والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا.
تطبيق الاستراتيجيّة بدأ مع «القمّة الرباعية» يوم السبت الماضي، حين طلب ساركوزي من الأسد «إقناع إيران بتقديم أدلة، لا نيات بل أدلة» على عدم امتلاكها مشروعاً نووياً عسكريّاً.
موافقة الأسد لم تأت في القمة، فالرئيس السوري انتظر 24 ساعة قبل أن يعلن قبوله الوساطة واستعداده لنقل الرسالة إلى «الأصدقاء الإيرانيين» والمساعدة على تسوية المواجهة النووية مع الغرب.
خلال أيام معدود تحوّل الأسد من جزء في «محور الشرّ»، المرتكز أساساً، بحسب التصنيف الغربي، على إيران وسوريا وحزب الله وكوريا الشمالية، إلى «وسيط» في حل القضيّة المركزيّة لهذا المحور، بمباركة من الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي. هل نجح ساركوزي في مسعى فصل سوريا عن إيران. الإجابة النظرية قد تكون نعم، بانتظار التطبيق العملي.
- «كانت رائعةً رؤية الزعماء العرب المتوسطيين إلى جانب أولمرت»: هذه العبارة استخدمها ساركوزي في افتتاح القمّة المتوسطية للدلالة خصوصاً إلى جلوس الرئيس السوري ورئيس الوزراء الإسرائيلي إلى طاولة واحدة.
«إنجاز» ساركوزي سبقه الحديث عن مساعٍ للقاء ومصافحات وانتقال إلى مفاوضات مباشرة. غير أن أياً من هذه الأمور لم يحدث واقتصر الإنجاز على جمع رئيس سوري ورئيس وزراء إسرائيلي إلى طاولة واحدة للمرة الأولى في التاريخ. نجاح ساركوزي لم يتجاوز هذه النقطة، بانتظار أيضاً تطبيق عملي لمسعى الرئيس الفرنسي إقناع الولايات المتحدة بالدخول في المفاوضات السوريّة ـــــ الإسرائيليّة.