يُعدّ التعاون الوثيق مع دول البحر المتوسط بمثابة مشروع هام بالنسبة إلى الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، وميلاد «الاتحاد من أجل المتوسط» يمكنه أن يرجع إلى الهياكل القائمة منذ وقت طويل، وأبرزها مسيرة «برشلونة». مسيرة تمت عبر سنوات عديدة وأسست لحوار سياسي مكثف وواسع النطاق، جرى تشجيعه والترحيب به من قبل القيادة الألمانية في حينه.ما ترغب به ألمانيا اليوم هو التأكيد على أن بعض المشاريع التي أشار إليها الاتحاد المتوسطي، هي من وحيها، وأنها تأتي استمراراً لقناعتها السياسية والاقتصادية، إذ إن تقديم الدعم إلى دول حوض المتوسط وتأمين الاستقرار والسلام لهذا الحوض يعود بالفائدة على الاتحاد الأوروبي بكامله وإن من مصلحة هذا الاتحاد التعامل مع اتحاد متوسطي متماثل في عملية النهوض الاقتصادي والدور السياسي، لا في المنطقة فقط بل في العالم بأسره.
هناك ستة مشاريع جبارة تبلغ قيمة تنفيذها ما يفوق الملياري يورو، وهذا ما دفع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى التشكيك بقدرة الاتحاد الأوروبي على تمويلها. ومن هذه الزاوية غمزت الصحافة الألمانية الصادرة، أمس، من قناة ميركل، وطالبتها وأوروبا بأن «تقرنا الأقوال بالأفعال» في إشارة إلى الشعار الذي رفعته ميركل في وجه الرئيس بشار الأسد.