وسط كثافة الحديث عن استعداد إيراني لمحاورة واشنطن، أعلنت واشنطن أن دبلوماسياً أميركياً رفيع المستوى سيشارك في محادثات «الدول الست» مع مفاوضين إيرانيين في جنيف، حول البرنامج النووي لطهران، التي أعلنت في الوقت نفسه إجراء مناورة عسكريّة واسعة النطاق. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن وكيل وزارة الخارجية الأميركية، وليام بيرنز، سينضم إلى اجتماع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، ومبعوثين من الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، مع المفاوض النووي الإيراني سعيد جليلي.
لكن المسؤول الأميركي أوضح أن دور بيرنز «سيقتصر على الاستماع لا على التفاوض»، وأن «المشاركة الأميركية في الاجتماع لا تعني استئناف الروابط الدبلوماسية الكاملة»،
مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش صادق على تلك الخطوة. وتابع المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن إرسال بيرنز «يهدف إلى إظهار أنّنا جادّون في مساعينا الدبلوماسية، ولكن هناك عواقب إذا لم تقبل إيران العرض. أمام الإيرانيين فرصة الآن»، مشيراً إلى عرض الحوافز، موضحاً أن «هذه الصفقة لا تتكرر. وسيؤكد بيرنز على شرط تعليق (عمليات تخصيب اليورانيوم)، ولكن لنكن واضحين، إنه هناك للاستماع، لا للتفاوض».
في المقابل، أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، أن إيران لن تقبل أي تهديد في المفاوضات مع القوى الكبرى حول ملفّها النووي. وقال خامنئي «لقد قررت إيران المشاركة في المفاوضات، غير أنها لن تقبل أي تهديد. إن الخطوط الحمر لإيران بغاية الوضوح»، مشدداً على «أن أي قوّة على الأرض لا يمكنها أن تحرم إيران من التكنولوجيا النووية».
وأكد خامنئي أن أي عمل عسكري ضد إيران لن يمر من دون رد، مشيراً إلى أنه «إذا نفّذ أحدهم عملاً كهذا، فسيلاحقه الشعب الإيراني وسيعاقب حتى لو لم يعد في السلطة»، في إشارة إلى بوش.
في غضون ذلك، نقلت قناة «برس تي.في» الفضائية الحكومية على موقعها على الإنترنت، أن قائد القوات الجويّة الإيرانيّة، أحمد ميجاني، أعلن إجراء تدريبات قتالية ودفاعية واسعة النطاق في المستقبل القريب.
وقال ميجاني «طوّرنا أسطولنا الجوي وأنظمة الرادار والأنظمة الصاروخية خلال السنوات القليلة الماضية، ونحن مستعدون الآن للتصدي لأي تهديد»، فيما تشير التقديرات إلى أن إيران لديها 280 طائرة قتالية تشمل طائرات «ميغ-29» الروسيّة الصنع.
وفي السياق، جدّد رئيس وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية، الجنرال هنري تراي أوبرينغ، ادّعاءات امتلاك إيران صواريخ طويلة المدى يمكنها أن تضرب أجزاء من شرق أوروبا وجنوبها.
وقال أوبرينغ، في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الدفاع الأميركية، أول من أمس، إن «إطلاق إيران لصاروخ يصل مداه إلى 2000 كيلومتر الأسبوع الماضي يشكل مثالاً حياً على الخطر الذي يواجهه العالم بسبب انتشار الصواريخ»، معرباً عن قلق الولايات المتحدة من جراء «المخاطر» التي تشكّلها عمليات التطوير التي تجريها كل من إيران وكوريا الشمالية لبرامجهما الصاروخية.
وأشار أوبرينغ إلى أن إيران تعكف حالياً على تطوير نسخة أطول مدى من صواريخ «شهاب-3»، إضافة إلى صواريخ باليستية متوسطة المدى (2000 كيلومتر) تسمى «عاشوراء». وتحدث المسؤول الأميركي عن نية بلاده إجراء اختبار لصواريخ اعتراضية جديدة الجمعة المقبل.
إلى ذلك، يزور وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي غداً الجمعة أنقرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأتراك. وشدّد وزير الخارجية التركي علي باباجان، لدى إعلانه عن هذه الزيارة، على أن تركيا تصرّ على أن «الحوار هو الأداة الرئيسية لحلّ» الأزمة بين جارتها الشرقية والقوى الغربية العظمى التي تشتبه في أن إيران تطوّر أسلحة نووية سراً.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)