أطلق نائب الرئيس الأرجنتيني، خوليو كوبوس، رصاصة الرحمة على مشروع القانون المتعلق بالضرائب المتحرّكة على مصدّري الحبوب داخل مجلس الشيوخ، لتتحوّل بذلك الأزمة الاجتماعية التي تعطل الأرجنتين منذ أربعة أشهر إلى أزمة سياسية.عُقدت جلسة بتّ القانون، الذي سبق أن أقرّه مجلس النواب قبل عشرة أيام، بعد يومين من التجمعات الحاشدة التي شهدتها بوينس آيريس، من المعسكرين مع غلبة عددية للتجمّع المعارض والفلاحي. وبعد يوم خطابي طويل استمر 15 ساعة في مجلس الشيوخ، نجحت المعارضة في إقناع الشيخ إميليو راشد بتغيير موقفه في اللحظة الأخيرة. واتفقت التقديرات على أنّ تعادلاً سينتج من الاقتراع، ما ينقل الحسم إلى نائب رئيس الجمهورية خوليو كوبوس، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس الشيوخ بحكم الدستور.
وبالفعل، جرى الاقتراع في مجلس الشيوخ، وجاءت النتيجة على الشكل الآتي: 36 صوتاً للحزب الحاكم في مقابل عدد الأصوات نفسها للمعارضة. وحاول نائب الرئيس عبثاً تأجيل البت، وأكّد أنّ هذا القرار هو «الأصعب في حياتي السياسية»، وأسف لعدم إدراك التوافق من دون الكشف عن مضمون موقفه.
ثم جرت بعدها دورة الاقتراع الثانية، وأتت النتيجة متطابقة مع التصويت الأول، عندها تدخل نائب الرئيس وحسم الأمر مقترعاً الساعة الرابعة والنصف فجراً ضدّ القانون «حفاظاً على السلم الأهلي». بذلك، تكون الرئيسة كريستينا كيرشنير قد تلقت ضربة قاسية جداً في السنة الأولى من ولايتها، بعد صراع دام أشهراً ألحق أضراراً عميقة بشعبيتها، حين قبِلت بتقديم مشروع قانون يحل مكان المرسوم المطعون في دستوريته إلى الكونغرس، معتمدة على أكثريتها المريحة نسبياً بين مجلسي النواب والشيوخ. ومع سقوط القانون الآن، لا تكون قد خسرت المشروع الذي كانت تنوي من خلاله إعادة تنظيم قطاعات الريف فقط، بل أيضاً مقومات أكثريتها، في ما يُعَدّ هزيمة نكراء لها ولزوجها الرئيس السابق نيستور كيرشنير (الرئيس الجديد للحزب البيروني) الذي كان في مقدّمة المدافعين عن القانون في الشارع. وكان خوليو كوبوس قد انشق عن الحزب الراديكالي المعارض حين تحالف مع الرئيسة كريستينا كيرشنير في الانتخابات الأخيرة التي جرت في أواخر تشرين الأول العام الماضي.
(الأخبار)