سلسلة من الرسائل الإيجابية وجهتها إيران، عشية المحادثات «الحاسمة» في جنيف اليوم، في مقدمتها استعداد مبدئي لفتح مكتب لرعاية المصالح الأميركية في طهران وإطلاق خط جوّي مباشر بين البلدين
يتوجه المفاوض النووي الإيراني سعيد جليلي إلى جنيف اليوم للقاء ممثلي مجموعة «5+1»، وبينهم وكيل وزارة الخارجية الأميركية وليام بيرنز، مسلحاً بتفويض كامل من المرشد آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. على الأقل هذا ما نقلته وكالة «رويترز» عن مسؤول إيراني رفيع المستوى، أكد أن «هذه المحادثات الحاسمة ستكشف مصير المفاوضات. إما أن تستمر المفاوضات بعد هذه الاجتماعات أو تتوقف بالكامل».
وأعلن وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، في أنقرة أمس أنه يمكن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن فتح مكتب لرعاية المصالح الأميركية في طهران وإطلاق خط جوّي مباشر بين البلدين.
ورحّب متكي، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي علي باباجان، بمشاركة بيرنز في المفاوضات الدولية المقرّرة اليوم في جنيف عن الملف النووي الإيراني، مشيراً إلى أنها «إيجابية» ومتوقعاً تحقيق تقدّم.
وقال متكي: «أرى أن من الممكن إجراء محادثات والتوصّل إلى اتفاق بشأن المكتب الأميركي في إيران والرحلات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن المشاركة الأميركية في لقاء جنيف تمثل «نهجاً رسمياً إيجابياً جديداً». وأضاف: «آمل أن ينعكس هذا التقدم أيضاً في مضمون المشاورات»، مؤكداً أنه «إذا استمرت المفاوضات على هذا النحو، آمل أن تتحقق نتيجة إيجابية».
ولدى سؤاله عن إمكان موافقة بلاده على تعليق تخصيب اليورانيوم، أجاب متكّي: «الرجاء عدم التسرّع».
أما جليلي، وهو أيضاً أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، فقد ذكر عشية مغادرته إلى جنيف أنه سيطرح خلال محادثاته مع الغربيين اقتراحاً إيرانياً قائماً على ما هو مشترك بين رزمتي بلاده والغرب بشأن أزمة طهران النووية للاستمرار في المفاوضات.
وقال جليلي، لدى إشارته إلى حضور الممثل الأميركي للمباحثات: «ما يهمّنا هو ماذا سيكون توجّه الجانب الآخر في المباحثات. فقبل أن نعرف مَن سيشارك في المباحثات، علينا أن نعرف نوع توجه الأفراد، فإذا حضر الأميركيون المحادثات بتوجّه بنّاء بعيداً عن الأخطاء الماضية، فإن المباحثات ستكون لها نتائج إيجابية».
ويرافق جليلي إلى جنيف مدير السياسة الخارجية والأمن الدولي في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي باقري.
في المقابل، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، رداً على سؤال عن إرسال بيرنز إلى جنيف: «إنها إشارة واضحة للعالم أجمع إلى أننا كنا جادين بشدة بشأن النهج الدبلوماسي، وسنستمر في ذلك». وأضافت أن «قرار إرسال مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز هو تأكيد للسياسة التي اتبعناها مع حلفائنا الأوروبيين.. منذ بعض الوقت».
في هذا الوقت، وصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن ردود الفعل الإسرائيلية على المشاركة الأميركية المباشرة في التفاوض مع إيران ونية واشنطن فتح مكتب مصالح في طهران بأنها «مختلطة». وقالت الصحيفة إن «هناك في تل أبيب من يرى في الأمر خطوة إضافية في تآكل الموقف الأميركي حيال طهران في مقابل آخرين يرونه خطوة إيجابية ستؤدي إلى تعزيز المعتدلين في إيران وتخلق مصالح اقتصادية توفر للإيرانيين حافزاً للتساوم مع المجتمع الدولي في موضوع تخصيب اليورانيوم».
ونقلت الصحيفة عن «مصدر سياسي» إسرائيلي قوله إنه «يحتمل أن سبيل العصي والجزر هو بالذات السبيل السليم، إذا أخذنا في الاعتبار أنه مع العصي فقط لم يحقق الأميركيون الكثير».
وبحسب الصحيفة، فإن واشنطن سارعت في أعقاب استيضاح إسرائيلي رسمي إلى تهدئة روع تل أبيب، مؤكدة عدم وجود أي تغيير في موقفها بشأن تخصيب اليورانيوم. وأفادت «يديعوت»، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، بأن «مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية يعمل في الإشراف والرقابة على السلاح النووي زار تل أبيب قبل أيام وطمأنها إلى ثبات السياسة الأميركية بخصوص الملف النووي الإيراني».
وفي السياق، ذكرت «يديعوت» أن موظفاً صينياً رفيع المستوى وصل إلى إسرائيل أمس في زيارة سرية «بعد إخطار قصير بزيارته التي ستُعنى من بين جملة أمور بالتهديد الإيراني وبتشديد العقوبات على طهران».
إلى ذلك، أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» بأن السفارتين البريطانية والفرنسية في طهران خفضتا، على نحو بارز، نشاطات أقسامهما التجارية بسبب تباطؤ حركة العمل مع إيران نتيجة العقوبات الدولية. وأشارت الصحيفة إلى أن السفارة البريطانية أغلقت قسمها التجاري في طهران، فيما خفضت إلى النصف نظيرتها الفرنسية عدد الموظفين العاملين في قسمها الاقتصادي مع تنامي الضغوط الدولية على إيران بسبب برنامجها النووي.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي، فارس)