رام الله ــ أحمد شاكرقام رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، أول من أمس، بزيارته الأولى إلى إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية، حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، داعياً إلى وقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، ومشيراً إلى أن الاقتصاد هو أساس السلام.
بدوره، عبّر عباس عن قلقه البالغ من عدم التزام إسرائيل مبادئ مؤتمر أنابوليس للسلام وروحيته، مؤكداً التزام السلطة الفلسطينية تنفيذ ما اتفق عليه، وخصوصاً خريطة الطريق.
وقال عباس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع براون في مقر الرئاسة في بيت لحم، «إن التحدي الأكبر أمام الاستثمار في فلسطين هو تأمين حرية الحركة للأشخاص والبضائع، والتغلب على معوقات التنمية الاقتصادية، وفي مقدمها الحواجز الإسرائيلية والإغلاقات المتكررة والاجتياحات المستمرة للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية».
وبيّن عباس أن منطقة الشرق الأوسط شهدت تطورات إيجابية في الفترة الأخيرة، كان آخرها التقدم في المسار السوري ــــ الإسرائيلي، والتهدئة في غزة، وتبادل الأسرى بين لبنان وإسرائيل. وذكّر بوجود ما يزيد على 11 ألف أسير فلسطيني خلف القضبان في السجون الإسرائيلية، وأوضح أن المبادرة العربية للسلام، التي أطلقت عام 2002، لا تزال، وبعد ست سنوات من إطلاقها، تنتظر الرد الإسرائيلي عليها.
ووعد رئيس الوزراء البريطاني، من جهته، بتقديم 60 مليون دولار إضافية للسلطة الوطنية، منها 30 مليون دولار لدعم موازنة السلطة، ليصبح مجموع ما قدمته بلاده لدعم الموازنة 175 مليون دولار، وكذلك 30 مليون دولار لبناء وحدات سكنية وخلق نحو 50 ألف فرصة عمل في الأراضي الفلسطينية.
وشدد براون على ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وكذلك العنف. وقال إن التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية عقّد عملية السلام وزاد معاناة الشعب الفلسطيني، وأنه مطلوب من إسرائيل تقديم تنازلات لتحقيق السلام.
وقال براون إن الجدار الفاصل في الضفة الغربية الذي اجتازه ليصل إلى بيت لحم «دليل ساطع على الحاجة الملحة إلى العدالة بالنسبة إلى الفلسطينيين وعلى الحاجة إلى وضع حد للاحتلال وإلى دولة فلسطينية قابلة للحياة».
وكان براون قد وصل السبت إلى إسرائيل، حيث التقى الرئيس شمعون بيريز.
وزار أمس نصب «ياد فاشيم» لضحايا المحرقة في القدس المحتلة، قبل أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
وأفادت صحيفة «إندبندنت أون صندي» أن براون سيعلن إطلاق برنامج جديد للتبادل الأكاديمي بين المملكة المتحدة والدولة العبرية لتقويض المحاولات الدائرة في بريطانيا لفرض مقاطعة على الجامعات الإسرائيلية.
وكان براون قد استهل جولته الخارجية بزيارة قصيرة إلى العراق، حيث عقد محادثات مع المسؤولين العراقيين ركّزت على الشأن الاقتصادي ودور الشركات البريطانية في عملية الإعمار.
وأفاد مصدر في رئاسة الوزراء البريطانية بأن براون ناقش مع رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، «سبل إسهام الشركات البريطانية في تنفيذ المشاريع الاستثمارية في العراق ومستقبل وجود القوات البريطانية، فضلاً عن القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك».
وأعلن براون قرار حكومته سحب ما بقي من قوات بلاده في العراق ابتداءً من منتصف العام المقبل 2009، معلناً في الوقت ذاته عن قرب وصول 130 مدرباً عسكرياً بريطانياً لتدريب القوات العراقية خلال الأيام المقبلة.
وتزامنت زيارة براون مع بثّ شريط مصور للمجموعة التي خطفت خمسة بريطانيين في بغداد في أيار عام 2007، يؤكد انتحار أحدهم بعدما انتقد «مماطلة الحكومة البريطانية وتسويفاتها وعدم جدّيتها».