إسرائيل لا تزال تراهن على «ضربة أميركية» في الخريفلم تدفع المشاركة الأميركيّة في المحادثات «النوويّة» الأخيرة بين طهران ومجموعة «5+1» الأزمة النوويّة نحو «الحسم»، بقدر ما بينّت أن «حياكة» السجادة الإيرانية تسير على منوال بطيء، فيما لا تزال لغة الحرب طنّانة في الخطاب التهديدي المتبادل بين إسرائيل وإيران أعطت مجموعة الدول الست «5+1» طهران أسبوعين للرد على دعواتها إلى وقف عمليات التخصيب أو مواجهة عقوبات أشد، في وقت يبدو فيه أن إسرائيل لا تزال تراهن على ضربة عسكرية أميركية لإيران قبل نهاية العام الجاري.
وأعلن الممثّل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، بعد لقاء كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني سعيد جليلي أول من أمس في جنيف بمشاركة مساعد وزير الخارجية الأميركية وليام بيرنز، أن «اللقاء كان بناءً، لكننا لم نتلقّ إجابة واضحة».
وأوضح سولانا، في مؤتمر صحافي عقب المحادثات التي حضرها ممثلون عن الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، أنه يأمل الحصول على إجابة واضحة من طهران خلال نحو أسبوعين على عرض الحوافز التجارية والفنية في مقابل وقف التخصيب.
وعندما سئل عما إذا كانت إيران ستواجه جولة جديدة من عقوبات مجلس الأمن، أجاب سولانا إن «الإيرانيين يعرفون جيداً ما الذي سيستمر في الحدوث ما لم يحدث شيء خلافاً لذلك».
في المقابل، قال جليلي، رداً على سؤال عما إذا كانت طهران ستدرس طلب تجميد التخصيب كشرط من أجل إجراء مفاوضات شاملة، «سنبحث فقط النقاط المشتركة في الصفقة».
من جهته، رأى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «أن كل جلسة محادثات تمثّل لنا خطوة الى الأمام»، فيما رأى وزير الخارجية منوشهر متكي أن مشاركة واشنطن في الاجتماع «خطوة شكلية إيجابية ونأمل أن تؤدي إلى خطوة ذات مضمون».
لكن عضو البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، رأى أن «النجاحات التي حققتها إيران في التطورات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط ولبنان ودورها الإيجابي في تسوية الأزمات الإقليمية هي من الأسباب التي حدت بأميركا إلى توجيه الدعوة لطهران إلى الحوار».
في المقابل، أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، أن حضور بيرنز محادثات جنيف كانت لمرّة واحدةونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن بيرنز لم يتحدث بشكل خاص مع جليلي، لكنه قال في تصريح موجز خلال جلسة الصباح إن الولايات المتحدة كانت جادة في دعم ما تقوم به الدول الست وجادة في موضوع أن توقف إيران إنتاج اليورانيوم المخصّب.
وأبلغ بيرنز شركاءه بأن بلاده ستدفع من أجل فرض عقوبات جديدة في مجلس الأمن الدولي في أيلول المقبل، حسبما ذكر أحد المشاركين في اللقاء.
ونقلت الصحيفة عن أجواء المحادثات أن الصين وروسيا وألمانيا اقترحت أن يُتاح الوقت من أجل استطلاع مسار التفاوض مع إيران. وتحدثت عن خلاف داخل مجموعة الست، موضحة أن فرنسا وبريطانيا اقترحتا أن يكون هناك تعريف واضح لما يمكن أن «يجمّده» الإيرانيون لفتح المجال أمام محادثات رسمية.
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، «نأمل أن يدرك الشعب الإيراني أن قادته يحتاجون إلى الاختيار بين التعاون الذي سيجلب فوائد للجميع والمواجهة التي لن تؤدي سوى إلى مزيد من العزلة».
وأضاف ماكورماك أن بيرنز لم يلتق بصورة منفصلة أيّ فرد في الوفد الإيراني، لكنه أبلغ جليلي بأن واشنطن جادّة في دعمها لحزمة الحوافز الغربية، ويتعيّن على إيران أن توقف تخصيب اليورانيوم لكي تخوض مفاوضات تضمّ الولايات المتحدة.
ورأى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، مايكل مولن أنه «ينبغي للمجتمع الدولي أن يتابع الضغط على إيران.. اقتصاديّاً وماليّاً ودبلوماسيّاً من أجل جلبهم إلى نقطة يمكن من خلالها أن نتفق على مسألة الأسلحة النووية».
وذكرت وكالة «دوغان» التركية للأنباء أن جليلي وصل أمس الى أنقرة للقاء وزير الخارجية التركي علي باباجان.
في هذا الوقت، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله أمس إن واشنطن قد تشنّ هجوماً على إيران في تشرين الثاني إذا فشلت المحادثات.
وأضاف إنه «لا ينبغي تفسير قرار الولايات المتحدة بالمشاركة في الاتصالات مع طهران على أنها تتنازل عن المطلب بأن توقف إيران تخصيب اليورانيوم أو عن إمكان شن هجوم عسكري عليها». ولفت إلى أن الرئيس الأميركي جورج «بوش سيفضّل شن هجوم كهذا في الفترة الواقعة بين انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني وبين تسلّم الرئيس الأميركي الجديد مهمّاته في كانون الثاني المقبل».
في المقابل، قال وزير الدفاع الإيراني، اللواء مصطفى نجار، إن القوات الجوية ستجري قريباً مناورة «سماء الولاية» ستستخدم فيها أحدث أنواع الأسلحة والتجهيزات من صنع إيراني.
إلى ذلك، قتل عنصران من الحرس الثوري الإيراني في اشتباك مع متمردين أكراد في شمال غرب البلاد.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)