Strong>أراد باراك أوباما أن تكون أفغانستان «المحطة الأولى» في جولته الأورو ــ شرق أوسطية، بعدما وضعها في صلب استراتيجيته
بدأ المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما جولته أول من أمس بزيارة مفاجئة إلى كابول، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الأفغاني حميد قرضاي في القصر الرئاسي، تناول خلاله موضوعي الإرهاب وتهريب المخدرات، والصعوبات التي تعوق إعادة بناء أفغانستان.
وقال المتحدث باسم قرضاي، همايون حميد زادا، إنّ «أوباما أعلن أنّه ملتزم بدعم أفغانستان والحرب على الإرهاب وبحماسة أكبر». وأضاف: «كلاهما، الديموقراطيون والجمهوريون أصدقاء لأفغانستان، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات، الشراكة بين الولايات المتحدة وأفغانستان ستبقى قوية».
واللافت كان عدم تطرّق أوباما وقرضاي إلى المدنيين الذين يسقطون من حين إلى آخر بنيران قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة القوات الأميركية.
وسبق ان انتقد أوباما الرئيس الأفغاني قائلاً إن «حكومته لم تخرج بعد من الملاجئ المحصّنة للمساعدة على إعادة تنظيم أفغانستان بشكل يعيد الثقة إلى الناس».
وقبيل لقائه قرضاي، تناول أوباما وجبة الفطور مع الجنود الأميركيين في قاعدة «إيغر» العسكرية في كابول، حيث امتدح الجنود قائلاً إن «رؤية هؤلاء الشبيبة يؤدّون عملاً ممتازاً، بهذا الشكل من التصميم، يجعلك تطمئن إلى حال البلاد». وأضاف: «أريد أن أؤكّد أن الجميع في الوطن يفهمون كيف يؤدّي الأشخاص الذين نفتخر بهم عملهم، وكم من التضحيات يقدّمون».
من جهته، قال المتحدث العسكري الأميركي، دايف جونسون، إنّ أوباما ومرافقيه التقوا العديد من الجنود والبحّارة الأميركيين خلال الفطور.
وتميّز الوضع الأمني الذي صاحب جولة أوباما الأفغانية بالتشدّد والسرّية، كما أنّ وجود الصحافة كان محدوداً، وهو ما أرادته حملته. أما مخطط رحلته في المواقع الساخنة فكان محاطاً بسرّية تامة.
وكان أوباما قد التقى في بداية الجولة الأفغانية بالقيادات العسكرية والجنود الأميركيين في قاعدة «باغرام أير فيلد» شمال العاصمة، قبل أن ينتقل إلى قاعدة «نانغرهار» في جلال آباد (شرق)، حيث اطلع على تقرير ملخص من حاكم الولاية غول آغا شيرزاي عن الأوضاع الميدانية. وقال الأخير بعد اللقاء: «أوباما وعدنا أنّه إذا انتخب رئيساً، فسيدعم ويساعد أفغانستان، ليس فقط في المجال الأمني، بل أيضاً في البناء، والاقتصاد».
وكان المرشح الديموقراطي قد استهل جولته الخارجية، أول من أمس، في الكويت، حيث توقّف لساعات خصصها لزيارة القاعدة العسكرية الأميركية وشارك الجنود في لعبة كرة السلّة.
ووضع أوباما أفغانستان، حيث ينشط تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان»، في صلب استراتيجيته لمواجهة التهديد الإرهابي. وتعهد إرسال مزيد من القوات الأميركية إليها، بما يناهز 7 آلاف جندي إضافي، ورأى أنّ العراق يصرف النظر عن الحرب الأساسية التي ينبغي للولايات المتحدة أن تواجهها.
ويرافق أوباما في جولته السيناتور الجمهوري عن ولاية نبراسكا شاك هاغيل، والديموقراطي عن روي آيلاند جاك ريد، وكلاهما خبيران عسكريان، وقد طُرح اسماهما بوصفهما مرشحين لمنصب نائب الرئيس.
ومن المرتقب أن يكون الأردن المحطة الثانية لأوباما في جولته الأورو ــــ شرق أوسطية يليه إسرائيل فأراضي السلطة الفلسطينية، على أن تتضمن زيارة غير محدّدٍ تاريخها لأسباب أمنية إلى بلاد الرافدين، فيما سينتقل إلى أوروبا الأسبوع المقبل.
وقد انتهز المرشح الجمهوري جون ماكاين زيارة أوباما لأفغانستان كي ينتقده عبر القول إنّه «أعلن استراتيجيته لأفغانستان والعراق حتى قبل جمعه معلومات ميدانية». وأضاف ساخراً: «يبدو أنه واثق بأنه لن يجد على الأرض أي معلومة تتيح له تغيير رأيه».
(أ ب، أ ف ب، الأخبار)