برلين ــ غسان أبو حمدهاجس الانتقام للقائد العسكري في حزب الله، الشهيد عماد مغنيّة، لا يزال يقلق إسرائيل. قلق يتعدّى حدود الدولة العبرية إلى أنحاء متفرقة من العالم، وصلتها حديثاً إنذارات من تل أبيب عن نيّة حزب الله تنفيذ هجمته الموعودة.
على الأقل هذا ما أفادت به صحيفة «درشبيغل» في عددها الصادر اليوم، إذ أشارت إلى أن إسرائيل أنذرت «جميع الدبلوماسيين العاملين في سفاراتها في العالم، وتحديداً في كل من كندا والأرجنتين والبرازيل والباراغواي، بالإضافة إلى رجال أعمال يهود ومؤسسات إسرائيلية، باتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة».
ونقلت الصحيفة عن «مصادر أمنية خبيرة خاصة» قولها إن حزب الله «أيقظ بعض خلاياه المقاتلة النائمة» في الدول المذكورة لتنفيذ الوعد «الانتقامي» رداً على اغتيال مغنية في العاصمة السورية في شباط الماضي.
وتنقل «درشبيغل» عن مصادر استخبارية غربية توقعاتها أن يكون جهاز «الموساد» قد «تمكن، عبر رسم مخطط دقيق، من تنفيذ اغتيال مغنية بواسطة زرع متفجرة في سيارته». وترى المصادر أن تأخّر حزب الله في الرد يعود إلى أن الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله «كان ينتظر خاتمة جيدة وناجحة لعملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله».
وتضيف المجلة الألمانية أن «المموّلين الإيرانيين» لحزب الله «يحاولون حالياً الابتعاد بذكاء عن المخطط الانتقامي للحزب، وأن المرشد آية الله علي خامنئي، وهو «الرجل القوي» في طهران، وجّه شخصياً «مذكّرة تنبيه» إلى رئيس تحرير صحيفة «جمهوري إسلامي» بسبب «تأييده، في إحدى مقالاته، لحق حزب الله الشرعي بالانتقام لاغتيال مغنية».
وتنقل «درشبيغل» عن «مصادر أمنية معروفة» قولها إن «خامنئي وعد بتجميد جميع الاتصالات بين رجال الأمن الإيرانيين مع حزب الله، التي كانت تتم في عواصم دول ثالثة».
وفي سياق التحذيرات نفسها، أشار رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، اللواء عاموس يدلين، إلى إمكان أن «تتعرض إسرائيل لعمليات إرهابية». ورأى يدلين، خلال عرض تقريره الأمني في جلسة الحكومة الأسبوعية، أن الأسباب التي قد تدفع حزب الله لشن عمليات عسكرية تعود إلى أنه «لا يزال يريد حل مشكلة مزارع شبعا» ومواضيع أخرى بقيت «مفتوحة». وحذر من «إمكان اشتعال الجبهة الشمالية في الفترة القريبة في أعقاب تهديدات حزب الله بالانتقام لاغتيال عماد مغنية». وأوضح أن «أعداء إسرائيل يقدّرون أنها يمكن أن تقوم بأي عملية عسكرية لا تقود إلى حرب، أي عملية محدودة». وأضاف أن دولاً عربية ومنظمات «إرهابية»، مثل حزب الله و«حماس»، ليست معنية بحرب مع إسرائيل في فترة ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش.
أما بخصوص سوريا، فرأى يدلين أن «سوريا مضغوطة بالعزلة الدولية، لكن على الرغم من ذلك تواصل مساعدة حزب الله في مراكمة قدراته، وهي تقدم على خطوات بهدف التقرّب من العالم الغربي، كما بدا ذلك في باريس، ولكنها تواصل المحافظة على الارتباط بمحور الإرهاب، إيران وما إلى ذلك».