حطّت طائرة المرشح الديموقراطي باراك أوباما في بغداد، المحطة الثالثة في جولته الخارجية، حيث التقى بالقيادات العسكرية الأميركية والسياسية العراقية، للاطلاع على الأوضاع الميدانية التي يستطيع من خلالها أن يقدّر إيجابيات ومخاطر خطته المتعلّقة بسحب القوات الأميركية من بلاد الرافدين في غضون 16 شهراً.وقال أوباما، من العراق، محطته الثانية بعد أفغانستان،إن الأوضاع الأخيرة «طارئة وغير مستقرة»، لذلك يريد إرسال 7 آلاف جندي أميركي إضافي إليها بعدما تصبح بلاده في حل من بلاد الرافدين.
وكما في أفغانستان، أُحيطت جولته العراقية بسرّية تامة وضبابية إعلامية لأسباب أمنية. فبعد وصوله برفقة السيناتور عن ولاية نبراسكا شاك هاغل (الجمهوري)، وزميله عن ولاية رودي آيلاند جاك ريد (الديموقراطي)، لم يُدل سيناتور إيلينوي بأي تصريح. وارتأى أن تكون مدينة البصرة جنوب العراق محطته الأولى حيث التقى في القاعدة العسكرية البريطانية القريبة من المطار بقيادات عسكرية بريطانية وأميركية وعراقية. وبقي الوفد داخل القاعدة العسكرية لمدّة ثلاث ساعات اطّلع خلالها على «آخر التطورات»، حسبما قال المتحدث العسكري البريطاني ميجور توم هولواي، قبل أن ينتقل الوفد إلى العاصمة للقاء الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي وقائد القوات الأميركية دايفيد بترايوس.
وكانت السفارة الأميركية في بغداد قد أعلنت في وقت السابق أنّ الوفد الأميركي توجّه مباشرة إلى العاصمة بغداد آتياً من الكويت، لكنّها عادت وصححت المعلومات.
وبين أفغانستان والعراق، توقف المرشح الرئاسي في الكويت حيث التقى أميرها صباح الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وحضر اللقاء إضافة إلى مسؤولين كويتيين، السفيرة الأميركية لدى الكويت ديبورا جونز. وتناول الطرفان القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، حسبما نقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا».
الزيارة العراقية المفاجئة هي الثانية لأوباما (الأولى كانت ضمن وفد من الكونغرس عام 2006). ومن المتوقع أن ينتقل بعدها إلى الأردن، حسبما أعلنه مصدر أردني، قال إنّ الملك عبد الله الثاني سيلتقي اليوم في عمان بمرشح الحزب الديموقراطي. وأضاف «سيبحث معه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما في ما يتعلق بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والوضع في العراق». وبعد الأردن ينتقل أوباما إلى إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية قبل أن يجول في فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وفيما يجول أوباما في المناطق الملتهبة، يتابع منافسه الجمهوري جون ماكاين من موطنه حركاته بدقة. وقال، في مقابلة مع «أي بي سي» في برنامج «صباح الخير أميركا»، «آمل أن يرى أوباما الآن نجاح العملية في العراق»، مضيفاً «هي العملية نفسها التي صوّت ضدّها، وحاصرها».
وتابع ماكاين، الذي يستعدّ لمجموعة من الأمسيات المخصصة لجمع الأموال لحملته قبل أن يلتقي الرئيس السابق جورج بوش الأب، قائلاً «هو مخطئ حول العملية، هي ناجحة، ونحن نربح».
وتابع انتقاده لخطة أوباما قائلاً «لا يمكنك أن تختار بأن تخسر الحرب في العراق من أجل أن تربح الحرب في أفغانستان»، مضيفاً «طبعاً لدينا مشاكل في أفغانستان، وبقدر ما نربح في العراق بقدر ما يتوفر لنا قوات إضافية كي نرسلها إلى هناك».
(أ ب، الأخبار، كونا، أ ف ب، يو بي آي)


واشنطن: الاتفاقية بلا موعد للانسحاب
أنهى البيت الأبيض أمس النقاش في احتمال تضمين الاتفاقية المنتظر توقيعها بين واشنطن وبغداد، جدولاً زمنياً لانسحاب جيش الاحتلال من العراق. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، إنّه «لن يكون هناك أي نوع من المواعيد المرتبطة بالقوات القتالية، مثل تحديد عديد القوات التي ستكون في العراق بحلول الموعد كذا. لن يكون ذلك موجوداً» في الاتفاقية. وأوضحت بيرينو أن من المتوقع أن تتضمن البنود «موعداً مأمولاً» لتسليم العراقيين السيطرة على كل المحافظات، لكن من دون أن يرتبط ذلك «بمستوى عديد القوات».
غير أنّ المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، أصرّ على أنّ بغداد تأمل انسحاب قوات الاحتلال بحلول عام 2010.
في هذا الوقت، فشل البرلمان العراقي للمرة الثانية في حلّ المعضلة الكرديّة بشأن قانون انتخابات مجالس المحافظات الذي أحالته حكومة نوري المالكي على البرلمان لإقراره. وقرّر النواب تأجيل التصويت على القانون إلى اليوم.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)