Strong>انتقل باراك أوباما أمس إلى الأردن بعد زيارة لبلاد الرافدين استطاع من خلالها أن يسجّل هدفاً في مرمى الجمهوريين ويُشعلهم غضباً بانتزاعه تأييداً من بغداد لخطة الانسحابالمحطة العراقية للمرشح الديموقراطي، وما تمخّض عنها، أعادت الملف العراقي إلى واجهة الحملة الانتخابية الرئاسية. وهذا ظهر جلياً في واشنطن، حيث يراقب الجمهوريون عن كثب جولة منافسهم الديموقراطي، مع استشاطة مرشحهم جون ماكاين غضباً من تصريحات الحكومة العراقية عن اللقاء مع أوباما، بعدما قال المتحدث الحكومي علي الدباغ: «نأمل أن تنسحب القوات الأميركية من العراق عام 2010». كذلك حال قول نائب الرئيس طارق الهاشمي إن العراقيين يشاركون أوباما «الاهتمام نفسه» ودعوته إلى تحديد زمن للانسحاب، مقترحاً أن يكون في 31 كانون الأول 2010. ومن ثم بيان أوباما الذي قال فيه إنّ «المالكي أخبره أنّه يشكر للجيش الأميركي تضحياته، لكنّه لا يريد وجوداً غير محدّد للقوات الأميركية». تصاريح تعني شيئاً واحداً، هو أنّ المرشح الأسود نجح في مهمته العراقية وسجّل نقاطاً إضافية ضدّ الجمهوريين.
وقبل أن يغادر أوباما العراق، جال في مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، حيث التقى زعماء مجالس الصحوة. ثم توجه إلى الأردن، حيث التقى الملك الأردني عبد الله الثاني وأجرى محادثات معه في «العلاقات العربية الأميركية وعملية السلام والقضية الفلسطينية»، قبل أن ينتقل إلى الدولة العبرية في اليوم نفسه.
في المقابل، حاول ماكاين أن يخرق نجاح أوباما في العراق، وذكّره بأنّ الديموقراطيين عارضوا زيادة القوات 30 ألف جندي إضافي عام 2007، التي أدّت إلى تراجع حدّة العنف الذي تحدّث عنه أوباما في مقابلة مع «أي بي سي».
وقال من منزل الرئيس الأسبق جورج بوش الأب في ماين: «لقد كان مخطئاً، فيما أنا بقيت مصرّاً على موقفي»، مضيفاً: «عندما تنتصر في الحروب، تعود القوات إلى الوطن».
ولفت إلى أنّ أي انسحاب محتمل يجب أن يكون على أساس الظروف الميدانية، لا بناءً على جدول زمني تعسفي.
وعشية زيارة أوباما لإسرائيل، بعث ماكاين رسالة إلى الإسرائيليين تقول إنه أشدّ حرصاً على أمنهم من الخطر الإيراني. وقال لوسائل إعلامية عبرية: «الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بأن تطور سلاحاً نووياً».
(أ ب، أ ف ب)