واشنطن ـ محمد سعيددعا اثنان من أبرز مستشاري الأمن القومي الأميركي السابقين، حكومة الرئيس جورج بوش إلى التوقّف عن التهديد بخيار الهجوم العسكري على إيران إذا لم تؤدّ المفاوضات فوراً إلى وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وقال برينت سكروفورت، مستشار الأمن القومي السابق لكل من الرئيس الراحل جيرالد فورد والرئيس السابق جورج بوش الأب، «لا تتحدثوا عمّا إذا كنا سنقصفهم الآن أو لاحقاً».
وكان سكروفورت قد شارك إلى جانب زبيغنيو بريجينسكي، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، والكاتب في صحيفة «واشنطن بوست» ديفيد إغناطيوس في ندوة نظمّها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن الثلاثاء عن المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال سكروفورت إنه من خلال الإشارة إلى هذا التهديد «نكون قد عملنا على شرعنة استخدام القوة، وقد نغري الإسرائيليين» لتنفيذ مثل هذه المهمة، معرباً عن اعتقاده بضرورة استمرار المفاوضات التي قال إن لها تأثيراً على طهران.
ووصف بريجينسكي، من جهته، سياسة إدارة بوش في المحافظة على خيار العمل العسكري بأنها «عكس المطلوب». وقال: «لا أريد من الرأي العام أن يعتقد أنه يمكن تبرير الضربة الاستباقية». وأضاف أن هذا الوضع قد «يقنع إيران بأنها مهددة، وأنه عليها أن تمتلك سلاحاً نووياً».
وحذّر بريجينسكي من أن هجوماً أميركياً على إيران قد يكون «كارثة»، مشيراً إلى أنه قد يؤدّي إلى خوض الولايات المتحدة حروباً «لعقدين على الأقل» على 4 جبهات ــــ العراق وإيران وأفغانستان وباكستان.
وأعرب بريجينسكي عن خشيته من أن يؤدّي انهيار المفاوضات التي تقوم بها مجموعة «5+1» مع إيران في أي وقت قبل نهاية العام الجاري إلى أن يعتقد البعض في حكومة بوش أن ذلك «يبرر القيام بشيء ما».
واتفق سكروفورت وبريجينسكي على أن واشنطن وطهران تشهدان انقساماً داخلياً في شأن كيفية الاستمرار، ما يجعل من إمكان تحقيق تقدّم في المفاوضات صعباً قبل وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض في كانون الثاني المقبل.
في غضون ذلك ( أ ف ب، يو بي آي، رويترز)، حذّر البيت الأبيض إيران من أنها قد تتعرّض لعقوبات دولية جديدة إذا لم تعط جواباً على رزمة المقترحات الغربية. وقال المتحدث باسمه، غوردن جوندرو، «نأمل أن يعطي الإيرانيون جواباً إيجابياً.. وإذا لم يفعلوا ذلك، فإن المجتمع الدولي متفق على أن عقوبات جديدة ستفرض».
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن «أسفه» لتصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، عن الملف النووي، لكنه رأى أن طهران لم تقل بعد «كلمتها الأخيرة». وأضاف كوشنير «إننا لا نيأس»، مؤكداً أن «الإيرانيين الذين أُرسلوا إلينا (للتفاوض في شأن هذا الملف) أكثر مرونة بكثير من نجاد».
وكان الرئيس الإيراني قد أعلن، في خطاب ألقاه في جنوب إيران بخصوص البرنامج النووي لبلاده، «أن الشعب الإيراني صامد ولن يتراجع قيد أنملة أمام قوى الاستكبار».
ورأى نجّاد أن الأميركيين تقدّموا خطوة إلى الأمام بالاعتراف بحق بلاده النووي، واصفاً «رزانة الموقف الذي اعتمده (وكيل وزارة الخارجية الأميركية، وليام) بيرنز في المحادثات (في جنيف السبت)» بأنها خطوة إيجابية، ناصحاً الأميركيين «بعدم القضاء على خطوتهم الإيجابية بإطلاق تصريحات غير لائقة استعمارية وبالزعيق».