ماكاين يشكو «الإهمال الإعلامي»: يُفضّل خسارة حرب على الانتخابات عاد باراك أوباما إلى موطنه بعد جولة خارجية استمرت نحو أسبوع هدفت إلى تحسين موقعه في السياسة الخارجية، فإذا به يصبح «خبيراً»، وبات من انتقد موقفه من أكثر الملفات الدولية سخونة، العراق وأفغانستان وإيران، يتبنى خياراته، «وهو من تحدث بالأمر منذ أكثر من سنة»ردّ المرشح الديموقراطي باراك أوباما أمس على ما أدلى به منافسه الجمهوري جون ماكاين عن «انسحاب مجدول مستند إلى الوقائع الميدانية» للقوات الأميركية من بلاد الرافدين، وعلى مواقف إدارة الرئيس جورج بوش من الملف الإيراني والأفغاني.
وقال أوباما، في مؤتمر صحافي عقده مع نهاية جولته في لندن، «يبدو أنّه يوجد الآن بعض التقارب بشأن الاقتراح الذي قدّمته قبل سنة ونصف سنة»، مشيراً إلى أنّ ماكاين يدعم اقتراح مزيد من القوات إلى أفغانستان، وإدارة بوش تدرك ذلك أيضاً «وأنا كنت أتحدث بالأمر منذ سنة».
ولم يتوقع أوباما أن ترفع هذه الجولة الخارجية من رصيده في استطلاعات الرأي بل على العكس رجّح أن تنخفض قليلاً في الأيام القليلة بعد عودته. وقال «لن أفاجأ إن لحظت تراجعاً»، مضيفاً «كنا خارج البلاد لأسبوع، والناس هنا مشغولون في أمور أسعار المحروقات والمعوقات الداخلية».
وأدرك أوباما أنّ القضايا الداخلية أشدّ وقعاً على الناخب الأميركي، وحاول توظيف ما كسبه داخليا، مشدّداً على أهمية الجولة التي شملت بقعتي الحروب الأميركية والشرق الأوسط وأوروبا. وقال إن «العديد من القضايا التي نواجهها في الداخل لن تُحلّ بفعالية، ما لم يكن لدينا شركاء أقوياء في الخارج».
واستغرب أوباما كيف أنّ ماكاين كان دوماً «يخبرني أنّه يفترض بي أن أقوم بهذه الجولة، وهو من اقترحها وأعتقد بأنّها فكرة جيّدة». وأضاف «لقد زار ماكاين كل الدول التي قمت بزيارتها.... لا يفاجئني أننا فعلنا أي شيء مختلف عما فعلته حملة ماكاين، ألا وهو معرفة هذا الجزء من مهمات الرئيس المقبل، القائد الأعلى، والمتمثل بتعزيز العلاقات مع حلفائنا».
وكانت بريطانيا المحطة الأخيرة في جولة أوباما، حيث التقى رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، الذي يعاني تدهور شعبيته، في مقرّ الحكومة «10 داونينغ ستريت».
ورفض أوباما إعطاء «نصيحة» لمضيفه لإنقاذ شعبيته، ولكنّ «المرشح الفتي» بات مُنظّرا في السياسة، قائلا «أنت دوماً أكثر شعبية قبل أن تتسلم زمام الأمور، وعندما تصبح مسؤولاً، ستغضب بعض الناس، وهذه هي طبيعة السياسة».
كذلك التقى أوباما زعيم حزب المحافظين المعارض دايفيد كاميرون في مكاتب النواب المعارضين في البرلمان ورئيس الحكومة السابق طوني بلير.
وفي مقابلة مع «رويترز»، أشاد أوباما بقرار إدارة جورج بوش إرسال نائب وزيرة الخارجية وليام بيرنز إلى المحادثات التي جرت في جنيف مع المسؤولين الإيرانيين، داعياً طهران إلى «أن تأخذ هذه اللفتة بشكل جاد». وأضاف «أريد أن تنجح اإدارة بوش في العمل مع الأوروبيين لإبعاد إيران عن برنامجها للتسلح النووي».
كما دعا أوباما رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي إلى أن يأخذ «بعض الخيارات الصعبة، ولا سيما في ما يتعلق بالذهاب إلى البصرة ومدينة الصدر لتفكيك الميليشيات الشيعية». وعن الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، قال «هو رجل ذكي للغاية وساحر».
من جهتهم، بدأ الجمهوريون اصطياد أخطاء أوباما، وأخذوا عليه عدم زيارته للجنود الأميركيين الجرحى في ألمانيا، وتساءل المتحدث باسم ماكاين، تاكر باوندز، عن السبب الذي دفع المرشح الديموقراطي إلى إلغاء زيارة كانت مقرّرة لجنود جرحى في مستشفى «لاندستال» العسكري الجمعة في ألمانيا. وقال، لـ «فوكس نيوز»، «ذلك يدل حقاً على نقص الخبرة لدى باراك أوباما».
ورغم النجاح الذي حققته جولة المرشح الديموقراطي، حاول الجمهوريون التقليل من أهميتها على اعتبار أنّها «أخذت أكثر من حجمها». وأشارت حملة ماكاين إلى أنّ «الديموقراطيين يحاولون أن يخطفوا نصراً سابقاً لأوانه، وما زالت الانتخابات الرئاسية العامة تبعد أكثر من 100 يوم».
وحمل ماكاين على التغطية الإعلامية الكبيرة التي حظي بها أوباما خلال جولته الخارجية. وقال «مع كل التغطية اللاهثة من الخارج، ومع السيناتور أوباما يخاطب العالم، بدأت أشعر بأنني هُجرت، وربما أنت (الناخب) أيضاً».
وفي مقابلة مع «أي بي سي»، شدّد ماكاين على أنّ أوباما يفضل «خسارة حرب على خسارة الانتخابات». وأضاف «يريد أن يتبع السبيل نفسه الذي جعله يفوز بترشيح حزبه» في إشارة إلى موقفه من العراق، مدّعيا أنّ «أوباما لا يفهم ما يجري» في هذا البلد.
(ا ب، ا ف ب، رويترز)