يلحقه موفاز وليفني لتنسيق المواقف قبل أسابيع من إطاحة أولمرت مهدي السيد
بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، سيلتقي خلالها عدداً من المسؤولين الأميركيين، أبرزهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس الأركان مايكل مولن. كما يتوقع، بحسب «معاريف»، أن يلتقي باراك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأن يناقش معه قرار مجلس الأمن 1701.
وفيما أعلن بيان صادر عن مكتب باراك أن هدف الزيارة تبادل الآراء بشأن قضايا إقليمية ــــ أمنية، والتحديات المستقبلية لإسرائيل والعالم الحر في الشرق الأوسط، نقلت «هآرتس» عن مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية تشكيكهم في صحة ما أورده هذا البيان، حيث أكد هؤلاء أن القضية الإيرانية تقف في مقدمة جدول أعمال الزيارة، وأن باراك يسعى إلى إقناع الإدارة الأميركية بعدم إزالة الخيار العسكري ضد إيران عن جدول الأعمال الأميركي، وأن الولايات المتحدة قد توجّه إنذاراً نهائياً إلى إيران.
وفي السياق، أشار المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، اليكس فيشمان، إلى أن إسرائيل ترى أن زيارة باراك للولايات المتحدة «تنطوي على أهمية استراتيجية خاصة». وذكر فيشمان أن الإدارة الأميركية بعثت برسائل واضحة إلى إسرائيل أخيراً تفيد بأن الولايات المتحدة لا تؤيّد حالياً شنّ هجوم عسكري على إيران. ونقل عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إنه من دون حصول إسرائيل على «ضوء أخضر» ومساعدة أميركية، فهي ستواجه صعوبة كبيرة في مهاجمة إيران، مشيرة إلى «أن هجوماً عسكرياً إسرائيلياً على إيران من دون التنسيق مع الولايات المتحدة «يكاد يكون مستحيلاً، وخصوصاً لأن إسرائيل ستحتاج إلى الحصول على معلومات استخبارية عن أهداف الهجوم خلال تنفيذه، كما ستحتاج إلى مسارات جوية».
وأفادت صحيفة «هآرتس» بأن باراك سيبحث خلال زيارته الحصول على طائرات «أف 35»، وشراء أو استئجار عدد من مدافع «بالانكس» القادرة على اعتراض قذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى لنصبها في جنوب إسرائيل لاعتراض الصواريخ والقذائف الفلسطينية التي تطلق من قطاع غزة (قبل التهدئة هناك).
وبحسب الصحيفة، سيبحث باراك الحصول على هذه المدافع رغم معارضة خبراء في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ذلك، لكون هذه المدافع غير مفيدة بالقدر الكافي، وهم يرون أن على الدولة العبرية التركيز على استكمال تطوير المنظومة الدفاعية «قبة الفولاذ» لاعتراض الصواريخ والقذائف، والتي سيكون بالإمكان استخدامها بحلول عام 2011تجدر الإشارة إلى أن زيارة باراك تأتي في أعقاب انتهاء الزيارة التي قام بها رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي إلى الولايات المتحدة، وقبل أيام من زيارات وزارية أُخرى سيقوم بها كلّ من وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير المواصلات شاؤول موفاز، حيث سيُقدّم «الخصوم الثلاثة في السياسة»، بحسب «معاريف»، «تكتّلاً موحّداً في البيت الأبيض يوضحون للأميركيين أنه ممنوع التخلي عن مكافحة المشروع النووي الإيراني». كما سيطلبون من الولايات المتحدة درس استصدار قرار من مجلس الأمن ينص على عدم إجراء اتصالات وعدم وجود تغيّر في السياسة ضد إيران ما دامت لم توقف تخصيب اليورانيوم. بالإضافة إلى ذلك، سيقول الوزراء، بحسب «معاريف»، إنه «يجب مواصلة العقوبات الاقتصادية على إيران، بل وتشديدها أيضاً».
ولكن ثمة في المقابل، سبب إضافي لتقاطر الوزراء الإسرائيليين إلى الولايات المتحدة الأميركية. فبحسب «يديعوت أحرونوت»، يقدّر الأميركيون، كما يبدو، أنه على أبعد تقدير في شهر تشرين الثاني، قد تصل ولاية إيهود أولمرت كرئيس للحكومة إلى نهايتها، وأن باراك وليفني وموفاز سيستمرون بإشغال وظائف أساسية في أي تركيبة سياسية على المدى القريب. وسيستمر الثلاثة بكونهم صانعي السياسة الإسرائيلية في المواضيع للولايات المتحدة، سواء ذهبت إسرائيل إلى انتخابات عامة أو استمر حزب «كديما» بقيادة الائتلاف القائم. «لذلك دُعي الثلاثة إلى واشنطن، مع أبو علاء، من أجل تنسيق الإجراءات والتوقعات».
ونقلت صحيفتا «هآرتس» و»جيروزاليم بوست» عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن مشاركة الولايات المتحدة في المفاوضات مع الإيرانيين في شأن المشروع النووي والتي عُقدت أخيراً في جنيف، ما هي إلا خطة أميركية لكسب الدعم الدولي إذا ما قرر الرئيس جورج بوش خلال الفترة الباقية من ولايته توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية.
وقال أحد المسؤولين «بهذه الطريقة سيكون باستطاعتهم القول إنهم جرّبوا كل شيء». وأضاف «هذا سيؤدي إلى زيادة فرص الأميركيين لاكتساب المزيد من الدعم الشعبي محلياً، ودعم الدول الأوروبية التي تعارض حالياً عملاً عسكرياً» ضد إيران.