بدأ وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في جنيف، مساء أمس، محادثات جديدة مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، وذلك غداة تأكيده وجود «ثغر كبيرة حتى الآن وطريق طويل» قبل التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني.وقبل وصول كيري إلى جنيف، قال ظريف لوسائل إعلام إيرانية إن المحادثات الثنائية التي جرت على مستوى متوسط أسفرت عن «مناقشات جيدة دون التوصل إلى اتفاقات»، لكن لا تزال هناك خلافات. وأضاف، كما نقلت وكالة «رويترز»، إن «الفجوة الأساسية في رأيي نفسية... تعتقد بعض الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة أن العقوبات أساسية ووسيلة للضغط على إيران. إذا استمر هذا التفكير فسيكون من الصعب للغاية التوصل إلى تسوية».

بالتوازي، أشارت مشاركة مسؤولين من الطرفين للمرة الأولى في المباحثات إلى وجود نقاشات حول نقاط متقدمة. وانضم إلى المحادثات وزير الطاقة الأميركي، إرنست مونيز، الذي وافق على الحضور بعدما قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إنه سيشارك بدوره.
كذلك، ذكرت وكالة «فارس» الإيرانية أن المساعد الخاص لرئيس الجمهورية الإيرانية، حسين فريدون، كان ضمن الوفد المرافق لظريف، الذي رأى أن هذا الأمر يعكس الحاجة إلى وجود شخصيات رفيعة المستوى مطلعة بصورة كاملة على تفاصيل القضية النووية. وأشار إلى أن مشاركة فريدون تهدف إلى تنسيق أفضل مع الرئيس.
بدوره، قال كيري، أول من أمس، إن وجود مونيز يعكس الطبيعة الفنية العالية للمحادثات الحالية، مستدركاً أنّ ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال «الاقتراب من الاتفاق على شيء ما». وكان كيري قد صرح بعد لقاء مع وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، في لندن، أول من أمس، بأنه «لا تزال هناك ثغر كبيرة وطريق طويل» قبل التوصل إلى اتفاق، فيما الموعد المحدد لذلك هو 31 آذار المقبل.
وكان الجانبان قد اتفقا على جدول زمني من مرحلتين للتوصل إلى اتفاق سياسي قبل 31 آذار، ثم لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل التقنية قبل 31 تموز، لكن طهران تطالب باتفاق واحد يتضمن الجانب السياسي والتفاصيل في الوقت نفسه، الأمر الذي أكده أول من أمس مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي.
وكان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية قد قال إن «اجتماع هذا المساء (أمس) هو مرحلة جديدة في عملية طويلة وصعبة»، علماً بأن الدبلوماسيين الأميركيين والإيرانيين بدأوا لقاءاتهم منذ يوم الجمعة، فيما كان من المتوقع أن يلتقي، بالتوازي، المديرون السياسيون في دول مجموعة «5 + 1» بدورهم في جنيف «لمواصلة جهودهم الدبلوماسية بهدف إيجاد حل شامل وبعيد المدى لقضية إيران النووية»، طبقاً لبيان للاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، أقرّ المدير العام المكلف مراقبة الأسلحة ونزع السلاح في وزارة الخارجية الصينية، وونغ كون، في جنيف أمس، بأن المحادثات تصطدم بـ«صعوبات». وصرح للصحافيين: «نتوقع مزيداً من الصعوبات في وقت نقترب فيه من المرحلة النهائية»، لكنه تدارك أن «إرادة (المشاركين) أكبر من الصعوبات».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)