إيران تحشد «دول عدم الانحياز» للفوز بمقعد في مجلس الأمنرغم المناخات «الإيجابيّة» التي تسم هذه الأيّام الخطاب المتبادل بين إيران والولايات المتحدة، لا تزال طهران تستغل أي مناسبة من أجل حشد الدعم الدولي لمواقفها في أزمتها النوويّة مع الغربأعلن الرئيس الايراني، محمود أحمدي نجاد، خلال اجتماع وزاري لحركة عدم الانحياز في طهران أمس، أن «القوى العظمى في طريقها الى الانهيار»، مشدداً من جهة ثانية على أن «الاستكبار العالمي» يفقد مواقعه في العالم وأن «العناصر الثورية» تحل محلّه بسرعة.
وقال نجاد، خلال افتتاح اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز، إن «القوى العظمى في طريقها الى الانهيار. ووصلت الى نهاية حقبتها ونحن في بداية حقبة جديدة»، مشيراً الى أن «القوى السلمية والكفوءة يجب أن تتولى قيادة العالم».
وتطرق نجاد الى الموضوع النووي لبلاده، مشيراً الى أن إيران عضو رسمي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقّعت على معاهدة الحد من الانتشار النووي «إلا أن القوى المتسلطة استخدمت كل قدراتها الإعلامية والدبلوماسية لتحرم إيران من حقوقها ولم توفّر جهداً في استخدام التهديدات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية بل ضحّت بسمعة مجلس الأمن من أجل مآربها اللامشروعة».
كذلك تناول نجاد حركة عدم الانحياز التي تأسّست عام 1961 قائلاً «إن اعتماد حركة عدم الانحياز على قدراتها السياسية والاقتصادية يمكنها أن تؤدّي دوراً إيجابياً لمواجهة التحديات العالمية»، مشدداً على أن دول عدم الانحياز مجتمعة «يمكن أن تدافع وتصد العدوان على أي عضو يتعرّض للعدوان وتمنع انتهاك القوى الكبرى للدول الاخرى». ودعا الى إنشاء «مجلس تحكيم» لحل أي نزاع بين الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز وأيضاً بين هذه الدول ودول أخرى وتأسيس صندوق لتمويل التنمية في دول الحركة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن نجاد قوله «إن إيران ترى جميع دول المنطقة صديقة وشقيقة لها»، معتبراً أنه «إن لم يكن هناك تدخل أجنبي فلا مشاكل بين دول المنطقة».
وعلى هامش الاجتماع، ذكر نجاد، خلال لقائه وزير خارجية فنزويلا نيكولاس مادورو، «أن الاستكبار العالمي يفقد مواقعه في العالم الواحد تلو الآخر وإن العناصر الثورية تحل محله بسرعة».
أمّا مادورو، فقد رأى من ناحيته، أن «التعاون بين إيران وفنزويلا سيخلق عالماً جديداً بعيداً عن التبعية للإمبريالية»، مؤكداً إمكان بناء هذا العالم الجديد.
كذلك، التقى الرئيس الإيراني وزير خارجية كوبا، فيليب بيريز روكي، الذي أعلن دعم بلاده الشامل لمواقف إيران في المحافل الدولية.
من جهته، رأى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن دور إيران في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة «مهم»، قائلاً «إن توسيع العلاقات بين الدول العربية وإيران يمكن أن يسهم في دعم الاستقرار في المنطقة».
الى ذلك، كشفت وكالة «رويترز» مضمون مسوّدة بيان اجتماع دول عدم الانحياز، مشيرة الى أن الحركة كرّرت دعوتها لمساندة حق إيران في التطوير والبحث وإنتاج واستخدام الطاقة النووية السلمية، كما رحّبت بتعاون طهران المستمر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وقال دبلوماسي أوروبي حضر الاجتماع، إن «دعوة إيران إلى مساندة أكثر صراحة لقضيتها ضد القوى الكبرى لقيت معارضة من بين بعض الدول الأعضاء، منها السعودية ومصر»، كاشفاً عن أن «البيان الختامي سيكون ليناً».
وقال دبلوماسي من حركة عدم الانحياز إن «الحاجة الى تحقيق توافق في الآراء ستمنع الحركة من إصدار بيان تذهب فيه الى أبعد من بياناتها السابقة».
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزاره الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، أن بلاده تجري سلسلة من المشاورات لتصبح عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي. وأعرب عن أمله بأن تمثّل إيران آسيا في مجلس الأمن الدولي بين عامي 2009 و2010، قائلاً إنها تسعى لذلك «من خلال تعاون دول حركة عدم الانحياز ودول المنطقة والدول الأخرى التي تشاطرها الرأي في الأوساط الدولية».
وتضمّ حركة دول عدم الانحياز 118 عضواً. ويشارك نحو ستين وزير خارجية من هذه الدول في اجتماع طهران الذي يختتم اليوم.
من جهة ثانية، قدّم الرئيس الإيراني مرشحيه لتولي ثلاث وزارات شاغرة هي الاقتصاد والمال والداخلية والطرق والمواصلات الى رئيس مجلس الشورى الاسلامي، علي لاريجاني، للحصول على الثقة.
ورشّح نجاد كلاً من شمس ‌الدين حسيني، الذي يتولّى حالياً منصب الأمين العام لمجموعة التطورات الاقتصادية في الحكومة، لتسلم حقيبة الاقتصاد والمال. كما رشّح علي كردان لتولي وزارة الداخلية وحميد بهبهاني لتولي وزراة الطرق والمواصلات.
إلى ذلك، أعلن أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني، سعيد جليلي، أن المفاوضات مع الدول الكبرى «تتخذ منحى إيجابياً وتتقدم. وفي جنيف، أبدت الدول السبع (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا إضافة الى إيران) تفهماً أفضل لمواقفها المتبادلة».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر، فارس)