حيفا ــ فراس خطيبأعلن عضو الكنيست الإسرائيلي، داني ياتوم (العمل)، فجأة، أمس، استقالته من الكنيست واعتزاله الحياة السياسية نهائياً، موضحاً أنَّه «فقد الثقة برئيس الحكومة (إيهود أولمرت)، وأنه لا يستطيع أن يثق بما لا يؤمن به».
وتابع ياتوم، في خطاب الاستقالة الذي قدّمه خلال اجتماع كتلة حزب «العمل»، «لا أستطيع أن أثق بهذه الحكومة التي قلبت صراع البقاء إلى إيديولوجيا، والعمل في واقع سياسي تداس فيه القيم الأساسية والأخلاقية والاستقامة ونظافة
اليدين».
وتابع ياتوم أنه لا ينوي الاستمرار في الحياة السياسية، مشدداً على أنَّ قراره نهائي. وقال «اعتقدت بأني أستطيع التأثير على السياسة والحياة السياسية، لكنّي اكتشفت أن الأمر ليس كذلك.
وأشعر بأني شريك في التدهور عندما أمنح الثقة للحكومة وأعطيها شبكة أمان. لست مستعداً لمواصلة العمل في محيط سياسي كهذا». وأضاف «أتمنى أن تكون استقالتي رسالة، وممنوع على الجمهور التسليم بواقع كهذا».
ومن المتوقّع أن يحلّ مكان ياتوم، ليون ليتنتسكي المقرّب من رئيس الحزب السابق عامير بيرتس. وتأتي استقالته بعد فترة وجيزة من استقالة زميله في الكتلة، افرايم سنيه، الذي أعلن عن تأسيس حزب جديد. وتعدّ هاتان الاستقالتان ضربة لحزب «العمل» وعلامة على الأزمات الداخلية التي يعانيها.
وكان ياتوم (63 عاماً) قد شغل منصب عضو الكنيست منذ عام 2003. وهو عضو في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست.
وكان قدّ رشّح نفسه لرئاسة حزب «العمل» في الانتخابات التمهيدية الأخيرة، لكنه حصل على نسبة متدنية. خدم في سرية قيادة الجيش «سييرت متكال»، وتولّى مناصب عديدة. وصل إلى رتبة جنرال في الجيش الإسرائيلي، وكان قائداً لمنطقة المركز.
تولّى مناصب رفيعة المستوى في الجهاز الأمني، كان أبرزها رئاسة «الموساد». وكان أول رئيس لـ«الموساد» ينشر اسمه وذلك عام 1997، حيث كان اسم رئيس جهاز الاستخبارات الخارجيّة على مدار عقود في إسرائيل ممنوعاً من النشر.
ولعل أبرز ما يميّز فترته كرئيس لـ«الموساد» هو العملية الإسرائيلية الفاشلة لاغتيال القيادي في حركة «حماس»، خالد مشعل، على أرض المملكة الأردنية.