حثّت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أمس، الصين على دعم قرار أميركي مزمع تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات ضدّ نظام هراري، على خلفية الانتخابات الرئاسية التي جرت أخيراً، وعدّها المجتمع الدولي زائفة. لكن على ما يبدو، فإن بكين لن تنجرّ ضدّ زيمبابوي، حليفتها وشريكتها التجارية.وقالت رايس للصحافيين الذين رافقوها في الطائرة إنّها طلبت من الصين الدعم لفرض عقوبات دولية على هراري. وأوضحت أنّها اتفقت مع الجانب الصيني على أنّه ينبغي أن تؤدي الدول الأفريقية دوراً أكبر، لكنّ حدّة الأزمة لا تسمح بانفرادها بحلّها. وقالت «نريد لأفريقيا أن تتسلّم زمام القيادة في إدارة الأزمة، لكنّها مسألة لا تعني الأفارقة وحدهم، فهي تعني الأسرة الدولية، ومجلس الأمن الدولي أيضاً». ولفتت إلى أنّها أثارت مسألة زيمبابوي مع الرئيس الصيني هو جينتاو ورئيس الحكومة وين جياباو.
وأشارت وزيرة الخارجية الأميركية إلى أنّ زمن إصدار البيانات «القاسية» قد ولّى، قائلةً «عندما نذهب إلى مجلس الأمن، نحتاج إلى استصدار شيء آخر غير البيان». وأوضحت أنّ واشنطن تخطط كي تعرض مشروع قرار عقوبات ضدّ هراري على مجلس الأمن هذا الأسبوع، يتضمن حظراً على بيع الأسلحة لنظام الرئيس روبرت موغابي وعلى السفر.
وحثت رايس الاتحاد الأفريقي، الذي عقد قمة في منتجع شرم الشيخ المصري أمس، على أن يناقش مسألة زيمبابوي ويدعم اتخاذ إجراءات أقوى ضدّ إعادة انتخاب موغابي.
في المقابل، قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الأميركية، إنّ بلاده تفضل المفاوضات بين موغابي والمعارضة. وعند السؤال عما إذا كانت بلاده تدعم عقوبات حظر الأسلحة على هراري، تهرّب من الإجابة قائلاً إنّ «أكثر المسائل العاجلة الآن هي إعادة الاستقرار إلى الوضع في زيمبابوي». وأعرب عن أمله أن «تبادر الأطراف المعنية إلى حوار جدّي يرسو على حلّ مناسب».
أما جينتاو وجياباو، فقد شكرا رايس على المساعدة الأميركية التي قُدّمت بعد الزلزال الذي ضرب مقاطعة سيشوان جنوب غرب الصين، من دون أن يعلّقا على أزمة زيمبابوي، ما دفع الضيفة الأميركية إلى أن تشدّ رحالها إلى واشنطن.
من جهتها، رفضت باريس قبول نتائج الانتخابات الرئاسية في هراري، ووصفتها بالزائفة. وقال وزير الخارجية برنار كوشنير إنّ «فرنسا لن تقبلها، وترى الحكومة غير شرعية». كما أشار إلى أنّه ينتظر من القمة الأفريقية أن تتخذ إجراءات صارمة.
وفي السياق، رأى مراقبو الاتحاد الأفريقي، في بيان، أنّ الانتخابات الرئاسية لم تكن مطابقة للمعايير الديموقراطية التي يعتمدها الاتحاد، وأشاروا إلى أن «الحملة الانتخابية شهدت أعمال عنف»، ما أثبط عزيمة الناخبين.
وأوضح المراقبون أنّهم سيسلّمون تقريرهم إلى الاتحاد خلال اجتماع قمّة شرم الشيخ في مصر، على أن يبلّغ الاتحاد لاحقاً هذه الخلاصات إلى الحكومة الزيمبابوية.
ودعا الرئيس التنزاني، جاكايا كيكويتي، المجتمع الدولي إلى العمل مع دول جنوب أفريقيا من أجل التوصل إلى حلّ لأزمة زيمبابوي.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)