واشنطن ـ محمد سعيدكشف المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، باراك أوباما، عن تفاصيل جولته الخارجية الأوروبية والشرق أوسطية في منتصف الصيف الجاري، وتشمل الأردن وإسرائيل وألمانيا وفرنسا وبريطانيا من دون العراق أو أفغانستان، وسط احتمالات أن يكون المرشح الأسود قد عدّل من خططه المستقبلية تجاه بلاد الرادفين.
ورغم أن الجولة تهدف إلى تعزيز رصيده في السياسة الخارجية والأمن القومي في المواجهة مع منافسه الجمهوري جون ماكاين، إلاّ أن بيان حملة أوباما بشأن جولته لم يشمل العراق وأفغانستان. وقد رفض المسؤولون مناقشة ذلك لأسباب أمنية. ولم يقم أوباما سوى بزيارة واحدة للعراق في شهر كانون الثاني عام 2006 ضمن وفد من الكونغرس خلافاً لمنافسه ماكاين الذي زار العراق ثماني مرات حتى الآن.
ورأى أوباما، في البيان، أنّ «الجولة ستكون فرصة مهمة لتقييم الوضع فى دول شديدة التأثير في الأمن القومي للولايات المتحدة»، مضيفاً أنّه ينوي خلالها التشاور «مع بعض أوثق أصدقائنا وحلفائنا في طرق مواجهة الأخطار والتحديات التي نواجهها، في القرن الحادي والعشرين مثل الإرهاب والانتشار النووي وتغيّر المناخ».
وأفادت مصادر مطلعة داخل دائرة مستشاري أوباما بأنّه بصدد إدخال تعديل على موقفه من مسألة سحب قوّات الاحتلال الأميركي من العراق. وتعزو هذه المصادر ذلك إلى أنّ الجمهوريين يعملون على جعل مسألتي الإرهاب وتحسّن الوضع الأمني في العراق (بسبب استراتيجية الإغراق التي تنتهجها حكومة الرئيس جورج بوش عبر إرسال قوات إضافية إلى العراق منذ شهر شباط 2000) مركزيتين في الحملة الانتخابية.
وتقول هذه المصادر إنّ هاتين المسألتين تدفعان أوباما إلى البحث عن استراتيجية مخرج محسوبة لجذب مزيد من الجمهور من خارج المناهضين للحرب داخل الناخبين الديموقراطيين. وقد يعزّز مثل هذا الموقف في حال اتخاذه من اتهامات الجمهوريين له بأنّه يغير مواقفه.
وقد أشار أوباما في خطابه، الذي ألقاه يوم الجمعة في بلدة يونيتي بولاية نيوهمبشير، إلى «انسحاب تدريجي ومعقول من العراق» وأنّه «ينبغي إنهاء الحرب في العراق بطريقة مشرّفة»، ما من شأنه تعزيز مقولة أنّ أوباما يعدّل من موقفه تجاه الانسحاب من العراق.
وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر في حملته أنّه قد يميل في حال فوزه في الانتخابات إلى الاحتفاظ بوزير الدفاع الحالي روبرت غيتس في منصبه. وعزت إمكانية هذا الاختيار إلى كسب غيتس رضى الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس بسبب أدائه والإنجازات التي حققها منذ تسلّمه منصبه. ورأى مستشار أوباما في شؤون الأمن القومي، ريتشارد دانزيغ، أنّ «غيتس وزير دفاع جيّد جداً ويمكن أن يكون أفضل في إدارة أوباما».
في المقابل، ينفي مستشار أوباما للسياسة الخارجية، دينيس ماكدونو، أن تكون استراتيجية أوباما تجاه العراق هشة. ويقول إنّ «لديه نظرة متماسكة تعتمد على أنّ العراق يصرف الاهتمام عن أفغانستان والحرب على تنظيم القاعدة، وأنّه يجب أن تكون الولايات المتحدة حريصة في كيفية الانسحاب من العراق، وأن تستغلّ أهمية وجود قوّاتها في العراق للضغط على القيادات العراقية كي تحقّق المصالحة». وقال ماكدونو «هذه المسائل الجوهرية الثلاث لا تزال متماسكة».