strong>تصاعدت أمس وتيرة الانفتاح الأوروبي على سوريا، مع اتصال هاتفي أجراه وزير خارجيتها وليد المعلم مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني، بالتزامن مع إعلان باريس عن قمّة فرنسيّة ــــ سوريّة تسبق القمّة من أجل المتوسط، فيما بدأت في إسطنبول الاستعدادات لجولة ثالثة من المفاوضات السوريّة ـــ الإسرائيلية
بدأت في إسطنبول الاستعدادات لاستضافة جولة ثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، مع وصول مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية، شالوم ترجمان ويورام طوربوفيتش، إلى المدينة التركيّة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، خلال زيارة إلى مفاعل ديمونا في جنوب فلسطين المحتلة، إن «المفاوضات غير المباشرة مع السوريين تتواصل لكي يصبح بالإمكان إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وسوريا، على أمل أن نتمكن من التوصل إلى السلام مع سوريا، وأن نضمن في الوقت عينه أمن دولة إسرائيل».
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن الدولة العبرية تأمل إمكان بدء مفاوضات مباشرة «في الأسابيع المقبلة». لكن التصويت في الكنيست، في قراءة أولى على مشروع قانون يفرض إجراء استفتاء أو الحصول على تأييد غالبية 80 نائباً من أصل 120 للتصديق على أي «تنازلات» تتعلق بأراض ضمّتها إسرائيل مثل هضبة الجولان أو القدس الشرقية، قد يكون عقبة أمام المفاوضات.
في هذا الوقت، أعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس، أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيجري محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد في 12 تموز في باريس، عشية انعقاد القمة التي ستطلق الاتحاد من أجل المتوسط.
وقال المصدر إن الرئيس الفرنسي سيستقبل نظيره السوري «في الثاني عشر من هذا الشهر في لقاء ثنائي، لأن لدى البلدين أموراً يقولها كل منهما للآخر وأشياء يبنيانها معاً».
وتابع المصدر، مبرراً دعوة الأسد إلى باريس، أن «الرئيس السوري لا يمثّل نموذجاً مثالياً على صعيد احترام حقوق الإنسان، لكنه بذل جهوداً»، مشيراً خصوصاً إلى «انتخاب رئيس في لبنان واستئناف المفاوضات، ولو بصورة غير مباشرة، بين سوريا وإسرائيل، ما يمثّل حدثاً سياسياً مهماً». وقال المصدر «علينا تشجيعه»، مبرراً الخطوة الفرنسية بـ«ضرورة فصل سوريا عن إيران».
وأفيد في قصر الإليزيه أن «جميع القادة الإسرائيليين الذين التقاهم ساركوزي الأسبوع الماضي (خلال زيارة الدولة التي قام بها لإسرائيل) هنّأوه على دعوة الرئيس السوري إلى باريس، وقالوا له: إنك تساعدنا».
وأوضحت الرئاسة الفرنسية أنها ستحدد في 12 تموز، في ضوء اللقاء بين الرئيسين، ما إذا كان الأسد سيبقى لحضور احتفالات العيد الوطني.
وسيكون هذا أول لقاء للرئيس السوري مع رئيس فرنسي منذ قرار جاك شيراك تجميد العلاقات مع النظام السوري، بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الذي كان من أصدقائه الشخصيين، عام 2005.
إلى ذلك، شدّد وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، أمس، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري وليد المعلم، على تأييد إيطاليا لعملية السلام على المسار السوري ــــ الإسرائيلي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وقالت الوكالة إن المعلم تلقّى اتصالاً هاتفياً من فراتيني الذي أكد له «تأييد إيطاليا لعملية السلام على المسار السوري، وعبّر عن تصميم بلاده على دعم هذه المحادثات، وصولاً إلى تحقيق هدفها». وأضافت أن الوزيرين بحثا أيضاً «تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة عملية السلام، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين».
وأكد المعلم أن «المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل ترمي إلى تهيئة الأرضية اللازمة لانطلاق المحادثات المباشرة الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة».
(أ ف ب، أ ب، رويترز)