بما أنّ مؤتمرات منظّمة «الاشتراكيّة الدولية» باتت مناسبات دوريّة تجمع مسؤولين لا سبب لحملهم صفة الاشتراكيّة سوى ظروف تاريخية، فإنّ الاهتمام بقمّة المنظّمة التي عُقدت في جنوب العاصمة اليونانية أثينا، أمس، انصبّ على اللقاءات السياسية الجانبية التي كان أبرزها اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك. مواضيع القادة الذين بات قسم كبير منهم يمينيّاً أكثر من اليمينيين أنفسهم، لم تتمحور على العناوين التي من المنطقي أن تستحوذ على اهتمام اشتراكيي العالم، بل باتت القمة مناسبة للقاءات ومصافحات أعداء الأمس، مثل المصافحة بين الرئيس العراقي جلال الطالباني وباراك. غابت أزمات العولمة والفقر وموجة الارتفاع الجنوني للأسعار وانتشار الأمراض... وانحصرت الجهود بقبول زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تسفانجيراي كعضو مراقب في المنظّمة، وإعادة انتخاب زعيم الحزب الاشتراكي اليوناني (باسوك) جورج باباندريو رئيساً للدولية الاشتراكية.
والقمّة، التي تُختتَم اليوم، ستخصَّص لمناقشة قضية التغير المناخي في الدرجة الاولى، كما ستتطرّق إلى موضوعات السلام وحل النزاعات والاقتصاد العالمي والهجرة. وفي لقاء عباس وباراك، قال الوزير الإسرائيلي «إذا فشلنا مرة أخرى في التوصل إلى السلام، فستكون مرة أخرى من مسؤولية الفلسطينيين»، بينما فضّل الرئيس الفلسطيني عدم الإدلاء بأي تصريح.
غير أنّ أبو مازن كان قد قال، في كلمته أمام القمة، إن «الجدار العازل يدمر حياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، إضافة إلى أن قرى وبلدات عديدة صارت محرومة من التواصل الحر مع بقية أرجاء المناطق الفلسطينية». وأشار إلى أنّ «عملية السلام لا يمكن أن تنجح إذا لم نستطع كسب الرأي العام في إسرائيل وفلسطين والمنطقة بأسرها لحمايتها ولضمان استمرارها وللدفاع عن النتائج التي نتوصل إليها، ولا يمكن كسب الرأي العام أبداً بالأقوال وحدها، بل بالأفعال التي تثبت صدقية الأقوال والنوايا».
من جهته، ركز باراك على «الخطر» الذي يعاني منه الإسرائيليون جراء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
وأكثر ما أثار فضيلة الصحافيين، كانت المصافحة بين الطالباني وباراك. وقد حاول الرئيس العراقي التخفيف من وقع ما حصل، إذ أوضح بيان عن مكتبه الرئاسي أنّه صافح وزير الدفاع الإسرائيلي «بصفته الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس الاشتراكية الدولية، لا لأنه رئيس للعراق».
وجاء في البيان الرئاسي، أنه خلال حضور الطالباني مؤتمر الاشتراكية الدولية، «بادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديم إيهود باراك لمصافحة الرئيس الطالباني... فاستجاب الأخير بصفته الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس الاشتراكية الدولية لا بصفته رئيس جمهورية العراق».
ووصف البيان المصافحة بأنها «سلوك اجتماعي حضاري لا ينطوي على أي معنى أو تداعيات أخرى، ولا يحمّل العراق كدولة أي التزامات».
(الأخبار، أ ف ب)