بول الأشقردانت العدالة التشيلية الجنرال المتقاعد مانويل كونتريراس، الذي كانت له اليد الطولى على منظمة «دينا»، التي كانت تعدّ الشرطة السريّة للديكتاتور أوغستو بينوشيه، وقد حكمت عليه بالسجن مئة عام لقتله الجنرال كارلوس براتس، الموالي لسالفادور أليندي، وزوجته في بوينس آيرس ـــ الأرجنتين عام 1974، حيث لجأ براتس مع عائلته إثر وقوع الانقلاب في التشيلي.
والحكم هو كناية عن مؤبدين لكل جريمة حسب التشريع التشيلي، إضافة إلى عشرين عاماً لترؤسه منظمة إجرامية. كما أدين سبعة عملاء من الـ«دينا» بأحكام تصل إلى السجن عشرين عاماً.
ويشكل هذا الحكم أقسى عقاب يتلقاه ضابط تشيلي عن جرائم حقبة بينوشيه، حيث تتم مقاضاة 600 شخص في مئات من الحالات حتى الآن. وبالنسبة إلى كونتريراس، يضاف هذا الحكم الأخير إلى أحكام أخرى نالها عن 25 جريمة أخرى. وكان الجنرال كونتريراس يتناول فطوره يومياً مع الجنرال بينوشيه، ويتلقى منه الأوامر مباشرة. وكانت سطوته لهذا السبب تمتد إلى ضبّاط أعلى منه رتبة. وشغل الجنرال براتس منصب ضابط دستوري خلال فترة أليندي، وتمتع بشعبية عالية في صفوف القوات المسلحة، وهذا ما جعل بينوشيه يرى فيه خطراً على نظامه ويأخذ قرار إعدامه سنة بعد وقوع الانقلاب الذي أطاح الرئيس أليندي.
وكان مايكيل تونلي، وهو مواطن أميركي وعميل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية، يعمل لمصلحة الـ«دينا» ضمن «خطة كوندور» المشتركة بين الدكتاتوريات الأميركية الجنوبية لتصفية المعارضين، قد وضع قنبلة تحت محرك سيارة الجنرال براتس، وقد فجرتها لاسلكياً زوجته التشيلية التي أدينت أيضاً في الحكم الصادر، أول من أمس.
أما تونلي الذي سلّمته الدكتاتورية التشيلية للولايات المتحدة عام 1978 بعدما لعب دوراً مركزياً في عملية قتل وزير آخر من حقبة أليندي هو أورلاندو ليتيليه عام 1976، فتم الإفراج عنه ضمن برنامج حماية الشهود.