القاهرة ــ الأخبارصال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وجال في أرجاء مصر، شمالاً وشرقاً وجنوباً، في أحدث زيارة له عقب مشاركته في أعمال قمّة الاتّحاد الأفريقي في شرم الشيخ يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.
وسينتقل القذافي، خلال زيارته غير المحددة المدة، ترافقه وفود رسمية وإعلامية ضخمة، بالإضافة إلى حارساته، اليوم، إلى محافظة الفيوم لمتابعة جولاته التي لم يسبق لأي مسؤول عربي أن قام بها على هذا النحو، ملوّحاً باتفاق استراتيجي قيمته عشرة مليارات دولار وقعه رئيس وزرائه البغدادي المحمودي مع نظيره المصري أحمد نظيف.
وقال البغدادي إن هذا الاتفاق يشمل زيادة حجم الاستثمارات الليبية في مصر، بحيث تصل إلى عشرة مليارات دولار في المجالات الزراعية والسياحية والكهرباء والعقار والنفط والغاز، وغيرها من المجالات الأخرى التي تكون لها جدوى اقتصادية، موضحاً أن هذا الاتفاق سيشمل أيضاً ربط مصر وليبيا بمجموعة من مشاريع البنى الأساسية التي تسهم في زيادة الحركة بين البلدين.
والتقى القذافي نحو 1200 من مشايخ سيناء في مدينة رأس سدر في منطقة رمادا، لكنه للمرة الأولى قدّم نفسه كمفكر عسكري، حيث استغرب للمرة الأولى كيف احتل الإسرائيليون بأعدادهم المحدودة «هذه المنطقة الشاسعة والصعبة والوعرة التي يصعب احتلالها حتى على الصين التي تملك أكبر عدد سكان في العالم»، موضحاً أن تفسير هذه المسألة يهمه شخصياً كما يهم العسكريين والعالم والتاريخ.
وشدد القذافي على أهمية تثبيت الأقدام في سيناء، وخلق مصادر الحياة للعيش الدائم فيها، وحمايتها وزيادة كثافتها السكانية، «لكي تملأ بالعمران والبشر ليصبح من المستحيل احتلالها واجتياحها مرة أخرى»، رغم عدم التسليم بأنها قد احتلت عملياً عام 1967، وربما حتى عام 1956.
وأوضح القذافي أهميّة توجيه الاستثمارات العربية إلى سيناء للمساهمة في جعلها منطقة جذب، وأولها الاستثمار الليبي الموجود نصيب كبير منه في القاهرة والإسكندرية والدلتا. ولاحظ أن أي وجود أجنبي سواء بشركة وبقاعدة أو بـ«أفريكوم»، «لا يمكن أن يتم من دون موافقة أهل الصحراء، حتى لو وافقت الحكومات الموجودة في العواصم، لأن أهل الصحراء هم سادة الصحراء».
وكان الرئيس المصري حسنى مبارك والقذافي قد عقدا محادثات ثنائية أمس، تناولت مجمل الأوضاع على الساحة العربية، وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ونتائج القمة الأفريقية.‏