واشنطن ــ محمد سعيدوأعلن المدير العام لـ«هانت أويل»، راي هانت، خلال لقائه اللجنة، أنّه التقى تسعة من مسؤولي وزارة الخارجية ولم يُبد أي منهم أي اعتراض على الصفقة. كما أبلغ مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية مسؤولي شركة «هانت» عن وجود «فرصة أخرى جيدة في العراق».
وكتب وكيل وزارة الخارجية للشؤون التشريعية، جيفري بيرجنر، للرئيس الديموقراطي للجنة هنري واكسمان، أنّ الخارجية الأميركية أوصت بشدّة شركة «هانت» بعدم توقيع الصفقة مع حكومة كردستان إلى أن يوضع قانون تنظيم عائدات النفط وتوزيعها، لأنّه ينطوي على مخاطر سياسية وقانونية.
لكنّ واكسمان وجه خطاباً لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، أبلغها فيه أنّ الوثائق التي حصل عليها تشير إلى عكس ذلك، حيث تفيد بأن شركة «هانت» أبلغت المجلس الاستشاري للمخابرات الخارجية (التابع للرئيس بوش، والذي كان «هانت» أحد أعضائه)، بأنّها بصدد التوصل إلى اتفاق جاد في كردستان.
وتلى ذلك مراسلات عديدة بين «هانت» والمسؤولين في البيت الأبيض والخارجية، ولم يُبد أي منهم أي اعتراض على المضي في إتمام الصفقة. بل أعرب المسؤولون في الخارجية عن تحمسهم للصفقة وحبّذوا الإسراع في نشر أخبارها داخل أروقة الخارجية.
من جهتها، ادّعت إدارة بوش أنّها نصحت الشركة بعدم توقيع أي اتفاق مع حكومة كردستان قبل الانتهاء من وضع قانون النفط في العراق، حتى لا تفسد علاقتها بالحكومة العراقية في بغداد. وأنّها صُدمت بالتوصل لهذا الاتفاق.
وأصرّ المتحدّث باسم وزارة الخارجية، توم كيسي، على أنّ الإدارة «تواصل التزامها ببياناتها السابقة القائلة إنّ الحكومة تعارض مثل الإجراءات المتخذة من الشركة وحكومة إقليم كردستان».
ويأتي الكشف عن هذه الوثائق في الوقت الذي تدافع فيه الولايات المتحدة عن المساعدة التي يقدّمها مسؤولون أميركيون في صياغة عدد منفصل من العقود من دون عروض، لإبرامها بين وزارة النفط العراقية وخمس من شركات النفط الغربية الكبرى لتقديم خدمات في حقول النفط العراقية. وتدّعي إدارة بوش أن دورها في هذه العقود استشاري فقط. وكانت الحكومة الإقليمية لكردستان العراق قد أعلنت في أيلول من العام الماضي التوقيع على اتفاق مع شركة «هانت أويل» الأميركية التي تتخذ من تكساس مقرّاً لها. وقد رأى مسؤولو حكومة إقليم كردستان العقد انتصاراً كبيراً نظراً لأن المدير التنفيذي للشركة على علاقة صداقة خاصة وتحالف مع بوش ومن الداعمين له، بل إنّه عضو في لجنة مستشاري الاستخبارات الخارجية الخاصة به.