علي حيدرعاد المسؤول الإسرائيلي عن ملف الأسرى، عوفر ديكل، من ألمانيا حيث التقى الوسيط الألماني غيرهارد كونراد، ووضعا اللمسات الأخيرة على الجدول الزمني لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، حسبما أفادت صحيفة «معاريف». وأوضحت «معاريف» أنه وفقاً لما هو مقرر، يقرأ الوسيط الألماني نفسه التقرير الذي من المفترض أن يقدمه حزب الله بشأن جهوده في الكشف عن مصير الملاح الإسرائيلي المفقود رون أراد «ويدرسه إن كان مناسباً، وإذا ما شعر أنه بحاجة إلى إضافات، يُعاد إلى حزب الله، وعندها ستتعرقل الصفقة. أما إذا جرى كل شيء كما هو مخطط، فحينها ستحصل إسرائيل مطلع الأسبوع المقبل على التقرير الكامل».
وذكرت التقارير الإعلامية الإسرائيلية أنه في أعقاب تسلّم تقرير حزب الله، فسيدرسه رئيس الحكومة إيهود أولمرت وديكل، بالتشاور مع رؤساء الأجهزة الأمنية، ويُتخذ القرار الملائم على ضوء مضمونه. وإذا تقرر أن التقرير غير مرض، عندها ستُعلّق الصفقة. لكن جهات سياسية رفيعة المستوى قدرت أن التفاصيل التي سترد في التقرير غير مفاجئة لإسرائيل، لأنها تعلم بها مسبقاً، وبالتالي «حتى لو كان التقرير ناقصاً، فمن الممنوع نسف» الصفقة، مشيرة إلى أنه سيكون من الصعب ذلك لأنه «سيبعث الأسى لدى العائلات».
لكن الصحيفة لفتت إلى أن تقريراً كهذا قد يعيد إثارة معارضة رئيس «الشاباك» يوفال ديسكين ورئيس «الموساد» مائير داغان، اللذين عارضا الصفقة، وخصوصاً تسليم سمير القنطار من دون الحصول على معلومات واقعية عن رون أراد.
وفي إطار التأكيد أن مسار الصفقة سيتم وفق ما هو مخطط له، لفتت صحيفة «هآرتس» أن تقرير حزب الله عن مصير أراد قد خضع لفحص سابق من الوسيط الألماني، الذي وصفته مصادر إسرائيلية بأنه ضالع جداً في تفاصيل القضية «ولهذا لم يواجه صعوبات في التأكيد على أن حزب الله حافظ على سقف ما طُلب منه في الصفقة الحاليّة، وهو نقل التقرير الكامل عن الجهود التي بذلها في تحديد مكان أراد». ونقلت «هآرتس» عن جهات استخبارية أن تقرير «حزب الله ليس عرضة للمفاجآت، ومضمونه يتناسب مع ما أدلى به مصطفى الديراني» الذي اختطف إلى إسرائيل في عام 1994.
ووفقاً لما نشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية، يفصل حزب الله في التقرير الجهود التي بذلها من أجل الكشف عن مصير أراد، ويؤكد أنه توفي بعدما فقد في لبنان قبل حوالى عشرين عاماً، لكنه لم ينجح في تشخيص المكان المدفون فيه، وأن السبب ربما يكون عائداً إلى أنه في ذلك الوقت جرت عملية بناء كبيرة في المنطقة. ونقلت «هآرتس» عن الجهات الاستخبارية نفسها أنه «في كل الأحوال من غير المتوقع أن ترفض إسرائيل التقرير».
وفي السياق، أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية أنه إذا كان التقرير الذي قدمه حزب الله عن مصير رون أراد يلبي المطالب الإسرائيلية، فسيتوجه في هذه الحالة ممثلا الطرفين إلى أوروبا من أجل التوقيع نهائياً على صفقة تبادل الأسرى والمصادقة عليها. كما قدرت جهات سياسية إسرائيلية أن التقرير سيصادق عليه، وسيتم الوصول إلى مرحلة تبادل الأسرى خلال الأسبوع المقبل، عندما يُطلب من الرئيس شمعون بيريز التوقيع على العفو عن سمير القنطار.
أما بخصوص التقرير الذي ستنقله إسرائيل عن الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، فيفيد بأنهم قتلوا على يد الكتائب اللبنانية، خلال مرورهم على حاجز لهم في عام 1982.
وشددت تقارير إعلامية إسرائيلية أخرى على أن الطرفين، إسرائيل وحزب الله، وقّعا على الصفقة في ألمانيا، وعلى أن الصفقة بدأت الانطلاق إلى حيز التنفيذ.
لكن في مقابل تأكيد وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ديكل استلم تقرير حزب الله عن مصير رون أراد من كونراد أول من أمس، نفت مصادر رسمية إسرائيلية ذلك. وقالت إن الخطوط العريضة للتقرير سلّمت للوسيط الألماني الذي بدوره سلمها لإسرائيل، إلا أن التقرير كاملاً لم يُسلّم بعد. وأكدت هذه المصادر أن سفر ديكل إلى أوروبا كان بهدف الحصول على إيضاحات في شأن التقرير.