كشفت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانيّة، أمس، عن أنّ طهران استأنفت العمل في بناء معدّات متطورة يعتقد الخبراء النوويون أنّها تستخدم لإنتاج أسلحة ذرية، في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا أنّها تنتظر من قادة طهران «إشارات» كي تساهم في تسوية الأزمة النووية. ونقلت الصحيفة البريطانية عن دبلوماسيين غربيين حصلوا بدورهم على المعلومات من تقارير استخبارية، قولهم إنّ «الحرس الثوري الإيراني الذي يتولّى مسؤولية البرنامج النووي أسّس مجموعة من الشركات المدنيّة في ضواحي العاصمة طهران للعمل في البرنامج الذي تمّ حجب نشاطاته عمداً عن فرق مفتشي الأمم المتحدة. وتقوم الشركات حالياً ببناء مكوّنات أجهزة الطرد المركزي التي تعمل بالغاز من طراز بي 2 القادرة على تخصيب اليورانيوم وبسرعة تفوق نحو ثلاث مرّات إنتاج أجهزة الطرد التقليدية من طراز بي 1».وأضافت الصحيفة أن «برنامج تخصيب اليورانيوم لأغراض إنتاج أسلحة نووية في منشأة ناتنز يستخدم الآن أجهزة الطرد المركزي بي 1، لكن العلماء أجروا اختبارات ناجحة على أجهزة الطرد المركزي بي 2، فيما أسّس الحرس الثوري شبكة من الشركات لبناء مكوّنات الأجهزة الأخيرة». ولفتت الصحيفة إلى أنّ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمر شخصياً بإنشاء هذه الشركات التي تعمل واحدة منها في مبنى سكني في بلدة أمير أباد الواقعة غرب العاصمة طهران كي لا تثير شكوك مفتشي الأسلحة النووية التابعين للأمم المتحدة.
وأوضحت «دايلي تلغراف» أنّ «ما يحصل هو تكرار للمحاولة السابقة التي بذلها الحرس الثوري لتطوير أجهزة للطرد المركزي من طراز بي 2 وادّعت الشركة التي أدارت أبحاث البرنامج كلايا إليكتريك أنها تعمل على إنتاج ساعات، لكن مفتشي الأمم المتحدة اكتشفوا عام 2004 أنها نجحت في تطوير أجهزة للطرد المركزي وتخصيب كميات صغيرة من اليورانيوم».
من جهة ثانية، وصف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، الردّ الإيراني على العرض الأخير للدول الكبرى حول الملف النووي، بـ«الصعب» و«المعقّد».
وقال سولانا، في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع لحلف شمالي الأطلسي والاتحاد الأوروبي في باريس، إن الرد الذي سلمته إيران الجمعة «رسالة صعبة ومعقدة لا بد من تحليلها جيداً»، مشيراً إلى احتمال عقد لقاء مع المفاوض الإيراني سعيد جليلي «قبل نهاية الشهر» الجاري.
ورفض سولانا إعطاء أي إيضاح حول مضمون الردّ الإيراني.
من جهته، علّق وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، على ردّ إيران قبل أن يتسلمّه ويقرأه، قائلاً «لا أعتقد أنه يثير أملاً كبيراً... لكنه يعطي أملاً صغيراً».
وفي اليابان، أكّد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لنظيره الأميركي جورج بوش، على هامش قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى، أنّ موسكو ستفعل ما في وسعها للمساعدة على تسوية الأزمة النووية الإيرانية، لكنّها تنتظر في المقابل «إشارات» من إيران.
وقال المستشار السياسي للرئيس الروسي، سيرغي بريخودكو، إن «الرئيس وعد بأن تنشط روسيا، بكل الوسائل، الحوار مع طهران، لكنها تنتظر في المقابل إشارات من قادة هذا البلد».
من جهة ثانية، أعلن المسؤول في الحرس الثوري الإيراني، العميد محمود جهارباغي، البدء بتزويد 50 لواءً من الحرس الثوري بمعدّات ذكيّة وعنقودية «من أكثر المعدّات تطوراً في العالم». وأكد جهارباغي أن قوات الحرس «ستردّ الصاع صاعين على المعتدي إذا أراد التعرّض لثغور الوطن في شتى أرجاء البلاد».
إلى ذلك، تحطّمت طائرة حربية إيرانية من نوع «أف-5» أميركية الصنع، أول من أمس، في قاعدة أوميديا العسكرية في خوزستان جنوب غرب إيران. ولم يعرف أسباب الحادث أو ما إذا سقط فيه ضحايا.
(يو بي آي، أ ب، أ ف ب)