strong>بدأت الخطوات العملية لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى عبر شروع الحاخامية العسكرية باستخراج رفات الشهداء اللبنانيين والعرب، في موازاة تسلّم مسؤول ملف الأسرى عن الجانب الإسرائيلي عوفر ديكل التقرير الذي أعده حزب الله بشأن مصير رون آراد
مهدي السيد
بدأت صفقة تبادل الأسرى سلوك الطريق العملية نحو التنفيذ بعد حصولها على الضوء الأخضر من الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي، حيث شرع جنود سلاح الهندسة والحاخامية العسكرية في الجيش الإسرائيلي أمس بإخراج رفات الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين والعرب من «مقبرة الأرقام» الواقعة في «كيبوتس عميعاد» في الجليل الأعلى في شمال فلسطين المحتلة.
ولهذه الغاية، ذكرت وسائل الإعلام إسرائيلية أن الحاخامية العسكرية الإسرائيلية استدعت قرابة 100 جندي في الاحتياط لتنفيذ هذه العملية، فيما أعلن قائد المنطقة الشمالية، غادي أيزنكوت، مقبرة الأرقام الواقعة منطقة عسكرية مغلقة، تمهيداً لبدء عملية إخراج رفات الشهداء التي ستجري بصورة منظمة ووفق تسجيلات موجودة بحوزة الجيش الإسرائيلي، وفق ما ذكرت «يديعوت أحرونوت».
وكان موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني قد نقل عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله «إننا نتعامل مع الميت بالاحترام المناسب وليس مهمةً هويته وبحوزتنا خريطة مع تفاصيل دقيقة عن المدفونين في الأرض وتوجد لافتة مرقمة على كل قبر وهكذا فإن كلّ التفاصيل عن الميت معروفة لنا ولا توجد مفاجآت في هذا الموضوع».وأضافت المصادر العسكرية «إنه لدى دفن الجثث وُضعت في توابيت ولُفّت بصورة منظمة، ونخرجها الآن بعناية إنسانية، وكل جثة في حالة مختلفة، وفقاً لعدد السنوات التي كانت مدفونة خلالها، ونقوم بعملية تنظيف منظّمة ونلفّها مرة أخرى ونضعها في تابوت جديد في طريقها إلى غاية جديدة». وأضافت المصادر إن «هذه عملية صعبة، من الناحيتين المعنوية والجسدية، لكننا ندرك أهمية الموضوع». وتابعت إنه بعد ذلك يجري إدخال الجثث في حاويات تبريد للحفاظ على وضعها منذ إخراجها من القبر حتى يجري تسليمها للجانب الآخر.
وفيما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «معا»، نقلاً عن مصادر فلسطينية، أن المرحلة الأولى من صفقة التبادل ستجري يوم الخميس المقبل، ذكرت «هآرتس» أن الصفقة ستُنفذ قرابة الخامس عشر من الشهر الجاري بناءً على تقديرات إسرائيلية، حيث إن عملية تشخيص الجثث تحتاج إلى أيام من الفحص وإعادة التشخيص، وهو ما سيُشغل فيه عملياً رجال الحاخامية العسكرية، وهذا ما يتطابق أيضاً مع تقديرات الحاخام العسكري الرئيسي السابق، يسرائيل فايس، من أن عملية إخراج الجثث من القبور ستستغرق ثلاثة أيام، كما نقلت عنه «يديعوت».
في هذه الأثناء، ذكرت «يديعوت أحرونوت» أنّ من المتوقع عودة مسؤول ملف الأسرى عن الجانب الإسرائيلي، عوفر ديكل، إلى إسرائيل خلال ساعات حاملاً معه التقرير الذي أعده حزب الله عن مصير الملّاح الإسرائيلي رون آراد، على أن يقوم ديكل بتسليم التقرير إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت، وقادة الأجهزة الأمنية.
من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن أشقاء الشرطي الياهو شاحر، الذي قتل خلال العملية التي نفذها سمير القنطار عام 1979، قدموا التماساً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد إطلاق سراحه. ويتوقع أن ترد المحكمة الالتماسات مثلما ردت أمس التماساً آخر في الموضوع نفسه. كذلك يتوقع أن يوقع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في الأيام المقبلة أمر عفو عن القنطار ليتسنّى تنفيذ الصفقة وإطلاق سراحه.
إلى ذلك، ذكرت «معاريف» أن الأردن قد يطلق سراح أربعة اردنيين، أُدينوا بقتل إسرائيليين، وسلّمتهم تل أبيب الى عمان قبل نحو سنة كي يواصلوا محكومياتهم، وذلك على خلفية الإفراج المتوقع عن سمير القنطار.
وبحسب «معاريف»، «وقع الأردن في شرك: إذا رفض الإفراج عنهم فسيتعرض لضغط جماهيري؛ وإذا وافق، سيظهر كمن حرّكه حزب الله».