يحيى دبوقرجحت مصادر دبلوماسية إسرائيلية، أمس، أن تكون التقارير والتسريبات الصادرة أخيراً في الولايات المتحدة، بشأن إمكان قيام إسرائيل بضربة عسكرية لإيران، انعكاساً للانقسامات الحادة بشأن كيفية التعاطي مع الموضوع النووي الإيراني داخل الإدارة الأميركية، مشيرة إلى أن إسرائيل غير قادرة على التحرك عسكرياً من دون مساعدة وضوء أخضر أميركيين.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين قولهم إن «كل طرف في الإدارة الأميركية، بين معسكر الصقور بقيادة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، ومعسكر الحمائم بقيادة وزير الدفاع روبرت غيتس، يسرّب تقديراته بشأن نوايا إسرائيل تجاه إيران من أجل تعزيز موقفه في النقاش الدائر هناك، وبالتالي يجري استخدام إسرائيل كأداة في المعركة السياسية القائمة» داخل الإدارة الأميركية.
وبحسب مسؤول دبلوماسي إسرائيلي، فإن «تصريحات رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مايكل مولين، وحديثه عن اشتعال جبهة ثالثة وأنها سيئة للمصالح الأميركية، لم تكن موجهة لردع إسرائيل عن القيام بضربة عسكرية لإيران وحسب، بل من أجل تقييد أيدي من يدعم العمل العسكري داخل الإدارة الأميركية»، مؤكّداً أنه «رغم اشتداد النقاش الأميركي بشأن الضربة الإسرائيلية لإيران، إلا أنه من الواضح أنه ليس لإسرائيل القدرة على التحرك عسكرياً من دون ضوء أخضر أميركي، لأننا بحاجة إلى التحليق في مجال جوي تسيطر عليه الولايات المتّحدة، بل نحتاج أيضاً إلى مساعدة الأميركيين في التعامل مع تداعيات أيّ هجوم، سواء خلال مراحل التنفيذ أو في المرحلة التي تليه».
وأضاف المسؤول الدبلوماسي الإسرائيلي «إننا قد نضطرّ لمواجهة عسكرية مع حزب الله أو سوريا، إضافة إلى مواجهة نكسة دبلوماسية، فلا يتوقعن أحد أن يصفق العالم إذا ضربنا إيران، وخصوصاً أن أسعار النفط قد تقفز إلى 300 دولار للبرميل الواحد، وبالتالي يلزم إسرائيل غطاء دبلوماسيّ أميركيّ للتعامل مع إدانة العالم لها، بل لمواجهة إمكان فرض عقوبات عليها، في أعقاب الهجوم».