هدّدت موسكو، في بيان لوزارة الخارجية أمس، بـ«الردّ بتقنيات عسكريّة على احتمال نشر درع صاروخية مضادة للصواريخ قرب حدودها»، بعدما وقّعت الولايات المتحدة وتشيكيا اتفاقاً ثنائيّاً لإنشاء محطة رادار لأنظمة الدفاع الصاروخية الأميركية في براغ.وأفاد بيان لوزارة الخارجية الروسية بأنه «إذا بدأ قرب حدودنا نشر حقيقي لنظام دفاع صاروخي استراتيجي أميركي، فسنكون عندئذ مضطرين للردّ، ليس بطريقة دبلوماسية فحسب، بل بأساليب تقنية عسكرية». وأضاف: «لا يوجد أدنى شك في أن تقريب عناصر الترسانة الاستراتيجية الأميركية من الأراضي الروسية يمكن أن يستخدم في إضعاف قوتنا الرادعة».
وتابع: «من الواضح أن الجانب الروسي سيتّخذ في هذه الحالة الإجراءات المناسبة للتصدّي للتهديد الذي نشأ (نتيجة هذا الوضع) على أمننا القومي، لكن ذلك ليس من اختيارنا».
وصدر بيان وزارة الخارجية الروسية بعدما وقّعت براغ وواشنطن أمس اتفاقاً ثنائياً في مجال الدفاع المضاد للصواريخ، رغم التحذيرات الروسية المتكرّرة ورفض الرأي العام التشيكي.
ويسمح الاتفاق بإقامة محطة رادار أميركية لرصد الصواريخ على الأراضي التشيكية في إطار الدرع الصاروخية الأميركية لمواجهة أي هجوم من دول تعدّها مارقة مثل إيران.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، بعد توقيع الاتفاق في براغ، إنّ «اتفاق الدفاع الصاروخي مهم باعتباره حجر زاوية، ليس فقط لأمن الولايات المتحدة وجمهورية تشيكيا، بل أيضاً لأمن دول حلف شمال الأطلسي وأمن المجتمع الدولي ككل». وأضافت: «انتشار الصواريخ البالستية ليس تهديداً خياليّاً».
وفي ما يتعلق بالاتفاقية التي تحضّر مع بولندا، أشارت رايس إلى أنّها لن تزور بولندا التي فشلت فيها المحادثات المستمرة منذ 14 شهراً في إزالة العوائق أمام نشر نظام درع صاروخية مضادة للصواريخ. وقالت: «لا تزال هناك مسائل عالقة، إلا أن الولايات المتحدة قدّمت عرضاً سخياً للغاية».
(أ ف ب)