توقّع مصدر تركي ضالع في المحادثات الإسرائيلية ـــــ السوريّة أن تكون جولة المحادثات المقبلة بين الجانبين بمشاركة عسكريين إسرائيليين وسوريين وأن تكون مباشرة. ونقلت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن المصدر التركي قوله «إننا نتوقع أن تكون المحادثات المقبلة مباشرة وبين مسؤولين عسكريين سوريين وإسرائيليين بشأن ترتيبات أمنية والقطاع الذي سيكون منزوع السلاح».وأضاف المصدر التركي إن «هذه المحادثات لا يمكن أن تكون بشأن شكل المفاوضات بين الجانبين في المستقبل، التي نحن فيها بمثابة هاتف نقّال يمرّر رسائل بين غرفة وأخرى، بل المطلوب هنا إجراء محادثات مباشرة، لأن الأمر سيكون سخيفاً إذا بدأنا بإمرار خرائط من غرفة إلى أخرى». وتابع إنه «من الجائز أن تبدأ في موازاة ذلك أو بعد ذلك محادثات بشأن جوهر تطبيع العلاقات».
وفي رده على سؤال بشأن متى وبأي مستوى ستكون جولة المحادثات المقبلة، قال المصدر ذاته «سنعرف ذلك بعد مؤتمر حوض البحر الأبيض المتوسط» المزمع عقده في باريس يوم الأحد المقبل.
كذلك نقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن «مسؤولين أتراكاً رفيعي المستوى مرّروا رسائل إلى سوريا في الأيام الأخيرة»، مفادها أن «جولة المحادثات غير المباشرة استنفدت نفسها وينبغي التقدم نحو المرحلة المقبلة». وأضاف إن المعلومات التي وصلت إسرائيل بهذا الخصوص تشير إلى أن الضغط التركي على سوريا كبير جداً.
وقال المصدر السياسي الإسرائيلي إن الأتراك يعتقدون أن ثمة أساساً للتقدم في المفاوضات وأنه لا يوجد منطق في استمرار المفاوضات غير المباشرة. وأضاف إن تركيا شددت أمام مسؤولين سوريين على أن المحادثات غير المباشرة حققت هدفها المتمثل في تحريك المفاوضات وخلقت ثقة أساسية بين الجانبين وأزالت الشكوك الأوّلية. وتابع المصدر الإسرائيلي إن «الأتراك يريدون رفع مستوى ضلوعهم في المفاوضات ومستوى المحادثات نفسها أيضاً لأسباب عدة بينها أسباب تركية داخلية»، مشيراً إلى أن الأتراك يخشون أن تقوم فرنسا «بسرقة» الوساطة بين إسرائيل وسوريا.
إلى ذلك، يشارك رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، يوم الأحد المقبل، في مؤتمر دول حوض المتوسط المزمع عقده في باريس، إضافة إلى الرئيس السوري، بشار الأسد. وأشارت «هآرتس» إلى أنه من أجل منع حدوث إحراج لدى زعماء الدول فإن تنظيم الجلوس حول طاولة المؤتمر سيكون بموجب الأبجدية. وسيجلس إلى جانب أولمرت رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلوسكوني، وعلى ما يبدو فإن الرئيس السوري بشار الأسد سيجلس في الجانب الآخر قبالة أولمرت تقريباً.
(يو بي آي)