بدا الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، أمس، أكثر هدوءاً في التعاطي مع التوقيع الأميركي ـــــ التشيكي على اتفاقيّة الدرع الصاروخيّة، من دون أن تغيب عنه لهجة التحذير والتهديد. فبعد التهديد الروسي أول من أمس بـ «تقنيّات عسكريّة» للرد على الدرع الصاروخيّة، أعلن ميدفيديف أن «روسيا ستدرس خطوات انتقامية، إلّا أنها مستعدة لإجراء محادثات». وأوضح للصحافيين، على هامش اجتماع زعماء مجموعة الثماني في اليابان، «لن نتصرف بانفعال إزاء ذلك، لكننا سنفكر في خطوات انتقامية، ومستعدون لمزيد من المفاوضات وسنواصل ذلك»، مضيفاً إنه «من الواضح تماماً أنه بعد توقيع الاتفاق مع تشيكيا، بدأت مرحلة جديدة من تنفيذ فكرة الدرع الصاروخية. ونحن مستاؤون بشدة من هذا الوضع».وأعرب ميدفيديف عن أسفه لأن «اقتراحات موسكو بشأن الدرع المضادة للصواريخ والمفاوضات مع واشنطن لمحاولة تهدئة قلق روسيا لم تؤد إلى نتيجة، إلاّ أنه ترك المجال مفتوحاً أمام إجراء مفاوضات جديدة».
وفي ردّ أميركي على التهديدات الروسية، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردن غوندرو، إنه ينبغي معاملة روسيا وأوروبا «كشريكين متساويين» في إقامة الدرع الصاروخية الأميركية. وأضاف «إننا نسعى إلى تعاون استراتيجي لمنع صواريخ الدول المارقة مثل إيران، من تهديد أصدقائنا وحلفائنا»، موضحاً «سنواصل التحاور مع الروس».
بدوره، أعلن السكرتير الصحافي للبنتاغون، جيف موريل، «يمكنني فقط افتراض أن العبارات الرنانة لقرع طبول الحرب التي صدرت عن روسيا تستهدف إثارة قلق الأوروبيين بشأن المشاركة في هذا النظام. لكن ذلك لن يفلح». وأضاف إن «نظام الدفاع الصاروخي الأوروبي المقترح لا يمثّل أي تهديد لروسيا، وإن ترسانة موسكو من الأسلحة يمكنها أن تتغلب بسهولة على الدرع».
وأوضح موريل إن الصواريخ الاعتراضية «تهدف إلى حماية أوروبا من الصواريخ الإيرانية الذاتية الدفع، ولن تكون نظيراً بأي حال لترسانة روسيا الضخمة». وأضاف إن «واشنطن تأمل أن تعيد روسيا النظر في موقفها، وتنضم إلينا لبناء مظلة وقائية تحمي جميع مواطنينا من التهديدات الصاروخية».
وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، عن «خيبة أملها من رد الفعل الروسي، نظراً إلى الجهود التي بذلتها مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لتهدئة المخاوف الروسية بشأن الدرع الصاروخية».
وزارت رايس، أمس، صوفيا لتسلّم وسام لدورها في الإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين كانوا مسجونين في ليبيا بتهمة نشر الأيدز بين أطفال ليبيين. وخلال زيارتها القصيرة، التقت نظيرها البلغاري إيفايلو كالفين ورئيس الوزراء سيرغي ستانشيف والرئيس جورجي بارفانوف.
(أ ف ب، أ ب، رويترز)