غزة ــ قيس صفديرا م الله ــ أحمد شاكر
شهدت التهدئة في قطاع غزّة، أمس، سقوط الشهيد الأول بعد إبرامها، في ما اعتبرته «حماس» «خرقاً»، وردّت عليه «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، بإطلاق صاروخين. إلا أن الحركة الإسلامية اعتقلت المطلقين، في وقت لا تزال فيه الحملة الإسرائيلية على «حماس» مستمرة.
وأعلنت قوت الاحتلال استشهاد الشاب سليم جمعة حميدي (18 عاماً) أمس، مدّعية أنه اقترب كثيراً من موقع «كيسوفيم» العسكري الإسرائيلي، شرق بلدة القرارة، جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع إن الشهيد حميدي فارق الحياة جراء إصابته بعيارين ناريين في البطن والكتف.
ورجحت المصادر الطبية ذاتها أن تكون قوات الاحتلال الإسرائيلي قد تركت الشهيد حميدي ينزف حتى الموت لنحو 4 ساعات، قبل إبلاغها الجانب الفلسطيني عن وجوده في المكان لانتشاله، مؤكدة أنه كان بالإمكان إنقاذ حياته لو تمكنت الطواقم الطبية من إسعافه لحظة الإصابة.
وشددت حركة «حماس»، على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، على أن جريمة قتل الشاب حميدي «تصعيد إسرائيلي خطير وستكون له تبعاته على مدى استقرار التهدئة». وقال «نحذّر الاحتلال الإسرائيلي من استغلال حال ضبط النفس التي تمارسها حماس والفصائل الفلسطينية للاستمرار في الجرائم ضد شعبنا»، داعياً «الأطراف المعنية إلى الضغط على الاحتلال لإلزامه بشروط التهدئة ضماناً لاستمرارها».
وأكدت «كتائب أحمد أبو الريش»، أحد الأجنحة العسكرية التابعة لحركة «فتح»، أن من حقها الطبيعي الرد على استشهاد حميدي، مشيرةً إلى أن التزامها بالتهدئة كان مشروطاً بحق الرد على أي خرق من قبل قوات الاحتلال. ودعت «جميع الفصائل إلى إعادة النظر في التهدئة»، مشددةً على أن «صبرنا قد نفد جراء ما يرتكب من جرائم صهيونية ضد أبناء شعبنا في الضفة وغزة».
وأعلنت «كتائب شهداء الاقصى» مسؤوليتها عن إطلاق صاروخين على مدينة سديروت المحاذية لقطاع غزّة، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة قامت باعتقال اثنين من مطلقي الصواريخ.
وقالت الكتائب، في بيان، «اختطفت أجهزة الأمن التابعة لحماس اثنين من مطلقي الصواريخ شمال قطاع غزة في خطوة تصعيدية اتخذتها أجهزة الأمن التابعة لحماس لمنع إطلاق الصواريخ». وحمّل البيان الأجهزة الأمنية التابعة لـ«حماس» «المسؤولية الكاملة عن حياة اثنين من مقاتلي كتائب شهداء الأقصى ومن المطلوبين للعدو الصهيوني»، وطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين.
من جهته، نفى المتحدّث باسم الشرطة التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة، إسلام شهوان، هذه التصريحات. وقال «كل ما لدينا أنه تم اعتقال اثنين في رفح على خلفية جنائية لا على خلفية إطلاق صواريخ».
من جهة ثانية، أعلنت مصادر أمنية فلسطينية أمس مقتل الشاب محمد عبد العاطي، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح وحالات اختناق، أحدهم في حال الخطر، إثر انهيار نفق مخصص للتهريب عبر الحدود مع مصر، في مدينة رفح جنوب القطاع. وفي الضفّة الغربيّة، قال متحدث عسكري إسرائيلي إن كوماندوس إسرائيليين متنكّرين اغتالوا العضو في «حماس» بالقرب من مدينة جنين.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الرابع على التوالي «حربها» على المؤسسات الخيرية والمدنية والمساجد والمدارس في مدينة نابلس، حيث اقتحمت عشرات الآليات الإسرائيلية، فجر الخميس، المدينة من جميع محاورها وسط إطلاق نار كثيف.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال توغلت في المدينة من حاجز حوارة ومن شارع المسلخ ومن حاجز الباذان ومن منطقة الطور ومن حاجز بيت إيبا ومن منطقة الجنيد، وبدأت فور توغلها بإطلاق النار بكثافة صوب أعمدة الإنارة في الشوارع.
وبحسب المصادر نفسها، فإن قائمة جديدة من الأهداف تم اقتحامها، وهي: جمعية اتحاد المرأة الفلسطينية في شارع النجاح، مستوصف الرحمة في شارع فيصل، تلفزيون آفاق المحلي في بناية عالول وأبو صالحة، مكتب «الرواد» للصحافة والإعلام في شارع سفيان ومسجد الساطون في البلدة القديمة. كما أعادت قوات الاحتلال مداهمتها لمؤسسات سبق أن اقتحمتها في اليومين السابقين، ومنها: نادي التضامن الرياضي ومركز نابلس التجاري.
إلى ذلك، أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، أن القيادة الفلسطينية تدرس بجدية وقف الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي بسبب استمرار النشاطات الاستيطانية. وقال إن «منظمة التحرير الفلسطينية تنظر بخطورة بالغة إلى المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى توسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية ومن ضمنها القدس».
ونددت فرنسا بالقرار الإسرائيلي مواصلة الاستيطان في «هار حوما». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أريك شوفالييه، إن «هذا القرار يساهم في إضعاف صدقية العملية الدبلوماسية الجارية»، متابعاً أن «مواصلة الاستيطان هي عقبة أمام السلام».