باريس ـ بسّام الطيارةومنذ شهر، وتحضيراً لمؤتمر الحزب الاشتراكي الذي سينتخب أميناً عاماً جديداً، اختارت رويال، التي تطمح للفوز بهذا الموقع الاستراتيجي لمستقبلها السياسي، مهاجمة ساركوزي وانتقاد كل ما يطرحه شخصياً أو ما يخرج به من تصريحات، تاركة جانباً الحكومة وسياستها، ومشيرة إلى أن «ساركوزي هو الكلّ بالكلّ». ولم تتردد من اتهامه بأنه «زعيم عشيرة متنفذين ومستفيدين».
وكان هذا الأخير يلعب على حرير «رتابة وتكرار» انتقاداتها لو لم تأت حادثة «خلع باب شقّتها وكسره»، والتي كشفت الشرطة عن أنها ليست المرة الأولى التي تتعرّض فيها المرشحة لمحاولة اقتحام شقتها في غيابها.
وقد اتهمت رويال مواربة مقرّبين من ساركوزي بمضايقتها، عبر تصريحها أمس أنها تتعجّب من «الصدفة» بأن تأتي «زيارات منزلها» التي تبدو كأنها محاولات «ترهيب» مباشرة عقب توجيهها انتقادات للرئيس ساركوزي.
وأخذت أجهزة الأمن على محمل الجد هذه الحادثة الثالثة التي تتعرّض لها المرشحة السابقة. وعلمت «الأخبار» أن المدعي العام باتريك كورواه أشرف بنفسه على التحقيقات الأولية حتى الساعة الثالثة صباحاً.
وحسب التقارير الأولى للشرطة، فإن «الذين دخلوا إلى المنزل بين وقت خروج أولاد سيغولين وبين عودتها من عملها» لم يسرقوا أي غرض، رغم أنهم فتّشوا الخزائن ورتّبوا أغراضاً معينة بأشكال تحاول الشرطة فكّ رموزها وأهدافها.
ولم تتردد رويال من القول إنها «مراقبة وتحت التنصت»، وإن ما تواجهه هو «قضية سياسية»، مشيرة إلى ردة فعل حزب التجمع من أجل الأكثرية الحاكم، التي وصفتها بالـ«العنيفة والمشينة». وقالت إن ما تتعرّض له يأتي في «وقت حرج سياسياً»، مشيرة إلى أن «في فرنسا اليوم أجواءً كريهة نوعاً ما، تسمح بمثل هذه التلاعبات». واتهمت مباشرة ساركوزي بأنه «يسطو على إعلانات الوسائل الإعلامية الرسمية لإعطاء هذه المداخيل المالية لأصدقائه» أصحاب القنوات الخاصة، بينما تشير أرقام وزارة المال إلى تراجع المداخيل الضرائبية للخزانة الفرنسية.
ويرى أكثر من مراقب أن الحظ يرافق رويال في هذه الفترة، وأن «عملية اغتصاب حرمة منزلها» جاءت في وقت غير مناسب بتاتاً للرئيس ساركوزي، وخصوصاً أنها ربطت انتقاداتها بتراجع القوة الشرائية للفرنسيين وهم على أبواب الإجازة السنوية، وهم «عاجزون عن تحقيق ما كانوا يقومون به في السنوات السابقة».
يشغل كل هذا بال الرئيس الفرنسي أكثر مما يشغل باله ما يمكن أن يقوله الرئيس السوري للرئيس اللبناني ميشال سليمان. ولكن رغم كل هذا، سيستقبل ساركوزي الرؤساء الأربعين ليخاطب مواطنيه قائلاً «انظروا من هنا، لقد وعدتكم بالاتحاد من أجل المتوسط، وها هو يحدث اليوم فانتظروا ما سأفعل لإصلاح فرنسا».