«هآرتس»: مسؤولون عرب لا يمانعون ضرب إيرانوسط «القلق» المتزايد دوليّاً من المناورات العسكرية التي أجراها الحرس الثوري الإيراني هذا الأسبوع، ذكر موقع عراقي أمس أن طائرات حربيّة إسرائيليّة تتدرّب في الأجواء العراقيّة على ضرب أهداف إيرانية، في وقت نقلت فيه صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين عرب إيحاءات تفيد بعدم ممانعتهم ضرب تل أبيب طهران.
ونقل موقع «نهرين نت» عن مصادر في وزارة الدفاع العراقيّة، لم يكشف عن اسمها، أنه «في الشهر الماضي، استخدمت إسرائيل قواعد أميركية في العراق من أجل طلعات جويّة». لكن المتحدّث باسم وزارة الدفاع العراقيّة، الجنرال محمد العسكري، نفى هذا التقرير أمس. وقال لوكالة «فرانس برس»: «ليس لدينا معلومات عن أن المقاتلات الإسرائيلية تستخدم الأجواء العراقيّة من أجل التدريبات». كذلك نفى متحدث عسكري إسرائيلي في القدس المحتلة علمه بهذه التدريبات، قائلاً: «ليس لدي أي معلومات عن ذلك».
في غضون ذلك، نسبت «هآرتس» إلى «مسؤولين سياسيين» في الدولة العبرية قولهم إن ممثلين رسميين لدولة عربية لمّحوا خلال لقائهم مع مسؤولين إسرائيليين إلى أن دولتهم لن تعارض هجوماً إسرائيلياً على إيران.
وأضافت المصادر السياسية الإسرائيلية أن «ممثلي الدولة العربية أشاروا إلى أن سبب تأييدهم لهجوم إسرائيلي هو قلقهم من اتساع التأثير الإيراني في المنطقة، وخصوصاً بين أبناء الطائفة الشيعية في الدول العربية».
وتابع ممثلو الدولة العربية أن «دولاً عربية أخرى قلقة أيضاً من السياسة التي تنتهجها إيران وأن بعض الدول العربية تخشى من أن تعاظم قوة إيران سيؤدي إلى حدوث انقسام بين السنّة والشيعة، وأن هذا القلق موجود بالأساس في الدول التي فيها أقليّات شيعيّة».
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن إطلاق الصواريخ الإيرانية أخيراً لا يغيّر من عزم الولايات المتحدة على حلّ الأزمة بالوسائل الدبلوماسية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو: «ما أقوله هو أن إيران ما زالت تتحدّى التزاماتها الدوليّة وتعزل شعبها أكثر»، مضيفة في الوقت نفسه: «لكني لا أعتقد أبداً أننا خرجنا عن الطريق التي سلكناها حتى الآن والتي تقضي بإيجاد حل لذلك بوسائل دبلوماسية».
أمّا الاتحاد الأوروبي، فقد عبّر في بيان صادر عن رئاسته الفرنسية عن قلقه من المناورات التي أجرتها إيران. وقال البيان إن «الاتحاد الأوروبي يعبّر عن قلقه بعدما اختبرت إيران في التاسع ثم العاشر من تموز صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى»، مشيراً إلى أن «هذه التجارب لا يمكنها إلّا أن تعزّز قلق المجتمع الدولي، في وقت لم تطبّق فيه إيران بعد القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، ولم تعلق بعد أنشطتها النووية الحسّاسة».
في المقابل، رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن التجارب على الصواريخ الإيرانية أظهرت محدودية مدى ترسانة إيران. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني صلاح الدين البشير، إن هذه التجارب «تؤكد أن لدى إيران صواريخ يصل مداها إلى ألفي كيلومتر. إن درعاً مضادة للصواريخ، بهذا الحجم، ليست ضرورية للمراقبة أو للردّ على مثل هذه التهديدات». ورأى أن «روسيا مقتنعة بأن الأحاديث التي تشير إلى وجود تهديد صاروخي إيراني في ذريعة لنشر المنطقة الثالثة للمنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ، مختلقة». وتابع: «نرى أن كل مسألة تتعلّق بإيران يجب أن تحل عبر التفاوض ووسائل سياسية ودبلوماسية، لا عبر تهديدات».
وفي طهران، رفض خطيب الجمعة، آية الله محمد إمامي كاشاني، مقولة أن التدريبات العسكرية التي تجريها إيران تثير مخاوف، مشدداً على أن «القول إن صاروخ شهاب ـــــ 3 يملك بعداً يصل إلى ألف أو ألفين أو 2500 كيلومتر ويمكن أن يصل إلى بريطانيا وإيطاليا وتركيا، مجرّد أكاذيب».
وقال كاشاني: «أنتم الكاذبين في إسرائيل والبيت الأبيض، إذا أردتم اجتياحنا، سنلقّنكم درساً تندمون بعده على تحركّكم». لكنه أضاف أن «إيران لا تريد التورّط في حرب معها (إسرائيل) ولا تريد إطلاق صواريخها على تل أبيب»، في إشارة إلى تصريحات سابقة أدلى بها مسؤول إيراني الأسبوع الماضي، هدّدت بقصف تل أبيب بالصواريخ إذا تعرضت إيران لضربة إسرائيلية.
في تطورات الأزمة النووية، ذكر المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي، أحمد خادم الملّة، أن كبير المفاوضين النووين الإيرانيين، سعيد جليلي، «سيجتمع مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، يوم 19 تموز الجاري في جنيف لبحث مجموعة (الحوافز) النووية».
وأوضح الملة أن « جليلي سيزور جنيف بعد موافقة الدول الكبرى على مواصلة النقاش في النقاط المشتركة بين مجموعتي الاقتراحات» التي تقدمت بها كل من إيران والغرب.
إلى ذلك، عيّن وزير الخارجية منوشهر متكي، المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني، مساعداً لوزارة الخارجية للشؤون القانونية والدولية.
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)