انتهت مساء أمس في جنيف، المحادثات النووية بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ووزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على أن تعقبها جولة أخرى من المفاوضات الأسبوع المقبل. وجاءت هذه المحادثات إثر جولة أولى من المفاوضات عقدها الجانبان يوم الأحد، شارك فيها، للمرة الأولى، كل من وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية علي أكبر صالحي، ومن ثم عقدا صباح أمس جولة ثانية استمرت 3 ساعات للبحث في نقاط الخلاف القائمة في طريق الوصول إلى الاتفاق النووي النهائي الشامل، وفيما بدا أن الخلاف ما زال قائماً، فقد توافق الإيرانيون والأميركيون على أن الطريق ما زال طويلاً للتوصل إلى اتفاق نهائي، برغم الأجواء المفيدة والبناءة التي طغت على المحادثات.
ووصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، جولات المفاوضات الأخيرة بأنها «مفيدة وبناءة وجادة»، مضيفاً أن الجولة التالية ستجرى الأسبوع المقبل. وقال ظريف: «أجرينا محادثات جادة مع ممثلي مجموعة الخمسة زائدا واحدا وخصوصاً مع الأميركيين في الأيام الثلاثة الماضية.. لكن الطريق ما زال طويلاً أمام التوصل إلى اتفاق نهائي».
قال عرقجي إن المفاوضات لم تتوصل بعد إلى حلّ بشأن «المسائل الأساسية»

كذلك، أفاد مسؤول أميركي رفيع المستوى بأن المحادثات أحرزت «بعض التقدم» وتمكنت من «تسهيل بعض القضايا الصعبة» التي تحتاج إلى حلّ. وأشار إلى إن مسؤولين سياسيين من إيران والقوى الست الكبرى اتفقوا على استئناف المحادثات الأسبوع المقبل في مكان لم يتحدّد بعد. وفي حديث للصحافيين، قال إنها «كانت محادثات جادة ومفيدة وبناءة. أحرزنا بعض التقدم ولكن ما زال أمامنا طريق طويل. تمكنّا من توضيح بعض القضايا الصعبة حتى يمكننا العمل على حلها».
إلا أن وكالة «فرانس برس» نقلت عن مسؤول أميركي آخر قوله إن «اجتماعاً على مستوى المديرين السياسيين سيعقد الاثنين»، موضحاً أنه قد يُجرى في مدينة لوزان، بسبب استضافة جنيف معرضاً للسيارات.
من جهته، جدّد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في خطاب أمام وزراء العلوم في حركة دول عدم الانحياز، القول: «اليوم لا يمكن لأحد أن يدعي أن البرنامج النووي الإيراني ذو طبيعة غير سلمية»، مضيفاً أن «الإيرانيين تعرّضوا لأسوأ الضغوط خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية لأنهم سعوا إلى ممارسة حقوقهم في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية».
وفي وقت سابق، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عرقجي، أحد كبار المفاوضين الإيرانيين، أن المفاوضات لم تتوصل بعد إلى حلّ بشأن «المسائل الأساسية». وقال إن «الهوة ما زالت قائمة والخلافات موجودة»، مضيفاً أن «كافة الأطراف تتفاوض بجدية وتصميم، لكننا لم نجد بعد حلولاً كاملة بشأن المسائل الأساسية».
كما أوضح أنه «في العديد من الميادين دخلت المفاوضات في التفاصيل، وفي بعض الحالات جرى التوصل إلى حلول، وقد حان الوقت لاتخاذ قرارات سياسية. لهذا السبب فإن إجراء اتصالات على أعلى مستوى بين الطرفين أمر ضروري».
في سياق آخر، أعلن المدير العام لشركة «روستيخ»، سيرغي تشيميزوف، أن روسيا اقترحت توريد منظومة الدفاع الجوي «أنتيي-2500» بدلاً من منظومة «إس-300» للجيش الإيراني.
وقال تشيميزوف إنه «في ما يخص إيران، فإننا لم نعد ننتج إس-300 لذلك اقترحنا على الزملاء منظومة الدفاع الجوي أنتيي-2500 التي تعد نسخة محدثة من إس-300. ونحن باشرنا إنتاج منظومات إس-400، ولكن لأن الشركاء الإيرانيين كانوا يصرون على إس-300، اقترحنا عليهم أنتيي-2500»، مضيفاً أنه «لم يُتخَذ قرار بذلك بعد».
وكانت روسيا قد وقعت، عام 2007، عقد توريد منظومات «إس-300» لإيران بقيمة 800 مليون دولار، ولكن جرى توقيفه نتيجة العقوبات التي فرضت على إيران عام 2010، وتقدمت طهران بشكوى على شركة «روس أبورون إكسبورت» إلى محكمة جنيف في سويسرا، فاقترحت روسيا اتفاقاً سلمياً، واعدة بتوريدات جديدة لمنظومة صواريخ الدفاع الجوي «تور-ام 1 اي».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)